عرب بت – بينما تختلف المصادر بخصوص عدد أصحاب الملايين في العالم، فإنه شركة Credit Suisse المختصة في الخدامات المالية تقدر عدد أصحاب الملايين بنحو 35 مليون. ويمثل هذا الرقم جميع “الثروة المالية وغير المالية”، بما في ذلك الأموال والمقتنيات والمنازل. حيث يعد هذا العدد استثنائيا بالمقارنة مع العدد الإجمالي لعملة البيتكوين التي من الممكن أن تتوفر على الإطلاق. وفي حين أن هناك ما يقرب من 35 مليون مليونير في العالم، فإنه سوف يكون هناك فقط بحد أقصى 21 مليون من عملة البيتكوين. نعم، هذا صحيح – لن يكون هناك ما يكفي من البيتكوين في الوجود لجميع أصحاب الملايين في العالم حتى يمتلك كل واحد منهم على الأقل واحد من البيتكوين.
لماذا تملك عملة البيتكوين هذه القيمة الكبيرة؟
يجب أن نعرف في البداية ما الذي يعطي البيتكوين هذه القيمة. حيث إن هناك العديد من الميزات التي يمكن أن تذكر، بما في ذلك الشبكة العالمية، والبلوكشين الغير قابل للتغيير، بالإضافة إلى أنها وسيلة لنقل الثروة من شخص إلى آخر دون الحاجة إلى وسيط أبدا. كل هذه الميزات جميلة جدا، لكن ما يجعل للبيتكوين ذو قيمة حقا هما اثنتين من الخصائص وهما: الندرة والأصالة.
الندرة الرقمية
يمتلك البيتكوين قيمته لنفس السبب الذي يمتلك الذهب قيمته لأجلها: حيث أنه لا يمكن إنشاء ذهب جديد؛ فعلى المرء أن يجد منجما للذهب وأن يمر بعملية التعدين الصعبة التي تتسم بكثافة رأس المال وتكلفة استخراج الذهب وتنقيته. كما أنه لا يمكن للحكومات ولا المصانع أن تخلق المزيد من الذهب، وذلك بسبب أن الذهب نادر وهذه الندرة هي التي تضفي إليه هذه القيمة. وفي المجتمعات السابقة، تم استخدام العديد من الأشياء غير العادية كعملات أو مخازن للقيم الثمينة. وإحدى الأشياء الأكثر شهرة هي “wampum”، وهي قلادة مصنوعة من نوع معين من الصدف الذي كان نادرا في الولايات الأمريكية. وليس بالضرورة أن تكون العملة مفيدة بطبيعتها لكي تعمل، ولكن يجب أن تكون نادرة تماما. حيث إن شرط الندرة هذا هو السبب في العقوبات الصارمة المترتبة على التزوير. ففي الواقع، كان التزوير سابقا يُعاقب عليه بالإعدام. فالمزورون يقومون بالقضاء على الثقة بالعملة من خلال جعلها أقل ندرة. كما أن القيام بذلك، على نطاق واسع، يمكن أن يدمر اقتصاد بأكمله.
الأصالة
يمتلك الذهب ميزة أخرى تعتبر في غاية الأهمية لأي العملة وهي: الأصالة. فعلى مدى آلاف السنين، تم استخدام الذهب كعملة وكمخزن للقيمة. وقد تم تقديره طوال تاريخه بسبب ندرته. كما تم استخدام الذهب في المال، وفي المجوهرات، وفي التيجان والقصور، حيث إن الذهب مرتبط عالميا بالثروة.
وبما أن البيتكوين يفتقر إلى آلاف السنين من التاريخ والثقافة والتقاليد التي تكسبه الكثير من القيمة كما هو الحال في الذهب، فإنه من السهل اعتبار العملة أنها تفتقر للأصالة. ولكن في عالم يتحرك بسرعة من التناظرية إلى الرقمية، فإنه حتى التكنولوجيا الجديدة مثل بيتكوين سيكون بإمكانها أن تكون أصيلة. فعندما يتعلق الأمر بالمال الرقمي، فإن عملة البيتكوين بالتأكيد هي الأنسب لمثل هذا المشروع. ومن بين الآلاف من العملات المختلفة التي تطلق على نفسها مسمى “العملة الرقمية”، تعتبر عملة البيتكوين هي الأولى في ذلك. وهذا يجعلها تقوم بادعاء هام بأنها إحدى الممتلكات التي تتسم بالأصالة. ومع أن هناك العديد من العملات الالكترونية الكبيرة، إلا أنه لا يمكن اعتبار أي منها أنها كانت الأولى، ولا يمكن لأي منهم أن تدعي بأنها الأفضل. بالإضافة إلى أنه لا تملك أيا منهم حجما سوقيا أكبر. فالبيتكوين هي الأولى، ولديها أكبر تأثير على الشبكة، وهي أيضا الأكثر أصالة واعترافا عالميا.
هل البيتكوين من المدخرات أم العملات؟
كما أن البيتكوين يتقدم نحو تيار الاعتماد أو التبني، فإن الاقتصاديين وخبراء المالية يقومون بمناقشة ما إذا كان هو من المدخرات أم أنه يعتبر عملة فعلا. فمن حيث تقييم البيتكوين، لا يمكن لهذه النقاشات أن تكون دون صلة بهذا. ولا يهم كيف يستخدم الناس البيتكوين، وإنما ما يهم هو لماذا يختار الناس امتلاكه.
مستقبل البيتكوين
يكاد أن يكون من المؤكد أن مستقبل البيتكوين سيكون مشرقا. فقد حاول العديد من المحللين والتجار تخمين قيمة البيتكوين في المستقبل، حيث قال البعض أنه قد يصل حتى 15،000 دولار في المدى القريب. وبغض النظر عن المدى القريب، فإن البيتكوين هو الذهب الرقمي، فقيمته على المدى الطويل هو ما يهم حقا، وذلك لأن البيتكوين شيء نادر فعلا. كما أن الغالبية العظمى من الناس لا تملك حتى جزء صغير من واحد من البيتكوين. أما بالنسبة لإمكانات البيتكوين على المدى الطويل، فإنه من الممكن ان تزداد قيمته بشكل كبير جدا، بحيث لا يمكن لأصحاب الملايين شراء واحد من البيتكوين بشكل كامل.
مشكور ع المجهود الرائع فى مقالاتك المفيدة