البيتكوين يسبب القلق للبنوك و إليك الأسباب وراء هذا..!!

 

عرب بت  تضج المدونات التكنولوجية وشبكات الأخبار المالية فيما يخص تقنية البلوكشين، والتشفير، وتكنولوجيا الثقة الموزعة “distributed trust technology”. حيث يكمن الابتكار الأساسي في هذه التكنولوجيات في کيفية تقليل الحاجة إلى مؤسسات طرف ثالث التي تعمل کسلطات مرکزیة للثقة -مثل البنوك والمحاكم والشركات الكبيرة وأسواق الأوراق المالية وحتى الحكومات. فالثقة الموزعة تسمح لأشكال المنظمات التعاونية بالعمل دون مركز. وذلك لأنه بإمكانها توزيع السلطة بعيدًا عن المؤسسات المركزية إلى تلك التي لديها قوة أقل. ولكن هذه المؤسسات القوية لن تتخلى عن نفوذها بسهولة. كما أن المناقشة لا تزال جارية بشأن كيفية تنظيم تكنولوجيات الثقة الموزعة التي تفترض أن دعاة التكنولوجيات سيسعون إلى الحصول على الوضع القانوني وإمكانية التنفيذ. في جين يقترح العلماء أن مثل هذه التطورات في الثقة الموزعة تشكل تهديدًا تنافسيًا للعملات الورقية القومية للدولة، فالكثير من التركيز الحالي، ينصب على تطبيقات العملة الرقمية مثل البيتكوين.

 

البيتكوين .vs البنوك

يكافح المنظمون للتعامل مع تحول جذري في هيكل السوق. حيث تنفذ المصارف المركزية الوطنية سياسات للسيطرة على تكنولوجيا الثقة الموزعة وتنظيمها. فعلى سبيل المثال، حظرت الحكومة الصينية عدة أنواع من أنشطة الثقة الموزعة، وتقوم الآن بإطلاق عملتها الرقمية المركزية وغير الموزعة. بينما جعلت الحكومة اليابانية عملة البيتكوين طريقة دفع قانونية، وتخطط البنوك اليابانية الكبرى لإطلاق عملة رقمية تسمى J-Coin المرتبطة بعملة الين والتي قد تكون مبنية على البلوكشين.

 

ومن ناحية أخرى فقد اعتبرت روسيا في البداية أن التعاملات باستخدام عملات غير معتمدة هي معاملات غير قانونية، ولكنها الآن تبحث في كيفية تنظيمها. وفي الواقع فإن المنظمات المركزية التقليدية والقوية مثل البنوك والحكومات والمنظمين والمسؤولين عن التكنولوجيا ينفقون مليارات الدولارات على كيفية استخدام ومراقبة تقنيات الثقة الموزعة. ولكن هذه التقنيات لها العديد من الاستخدامات التي تتجاوز كونها عملات رقمية فحسب.

 

المجتمعات التي يحركها المتطوعون

تملك النظرية التنظيمية الكثير لتقوله عن هذا التحول، حيث يتم تنظيم تقنيات الثقة الموزعة فيما نسميه نموذج المجتمع (C-Form) للتنظيم. ويعد هذا النموذج ليس جديدًا، فقد كان موجودًا منذ عام 1800 عندما تم إنشاء قاموس أكسفورد للغة الإنجليزية من قبل مجتمع موزع من المتطوعين. ثم بعد ذلك تسارع نمو نماذج المجتمع (C-Form) من خلال التطورات التكنولوجية التي تمكن الاتصالات غير المكلفة بين الأقران. كما ركزت هذه النماذج على آخر تحول تنظيمي على الإنترنت المتمثل بالانتقال إلى منصات توزيع المعلومات الموزعة. وكنتيجة لهذا الابتكار، شهدنا أشكالًا عديدة من الانتقال في إنتاج المعلومات إلى نماذج المجتمع (C-Form). بالإضافة إلى أنه يتم إنتاج ومشاركة برمجيات المصدر المفتوح من قبل الافراد بنماذج C-Form بدلًا من شركات البرمجيات المركزية، ومثالًا على ذلك نظام تشغيل الكمبيوتر Linux، الذي يتنافس مع مايكروسوفت ويندوز وأبل ماك. وعلى هذه الشاكلة يتم إنشاء الموسوعات أيضًا مثل ويكيبيديا من قبل الأفراد في النماذج ذاتها بدلًا من دار نشر مركزية. وكذلك هو الوضع في إنتاج محتوى الفيديو على فيميو من قبل الأفراد، حيث يتم استخدام نماذج C-Form بدلًا من استوديوهات مركزية. وبالمثل، تقوم تكنولوجيات الثقة الموزعة بتحويل المشهد التنظيمي لكيفية إنتاج الثقة وإدارتها من المؤسسات المركزية إلى C-Form. فتطوير تكنولوجيات الثقة الموزعة له تأثير عمل مماثل على نمو نماذج C-Form الذي يحل محل وظائف الثقة للمؤسسات المركزية. وفي الأساس، هذه هي السلطة اللامركزية.

 

انتقال السلطة

تواجه العديد من افتراضاتنا السابقة بشأن التنظيم الرسمي تحديات من خلال التنقلات إلى أشكال الثقة الموزعة. حيث يمكن للأفراد الدخول الآن في منصات التبادل الموثوقة بين الأقران مع الغرباء. ولم يعودوا بحاجة إلى مؤسسة مركزية للإشراف على الطرف الآخر. فهناك في بروكلين تسمح microgrid القائمة على البلوكشين للأفراد ببيع الطاقة الشمسية الزائدة مباشرة إلى الجيران دون إشراك أي شركة مرافق مركزية. ويمثل هذا تحولًا جذريًا في العديد من الافتراضات الأساسية حول كيفية تنظيم الأسواق والمجتمع، فمع تمركز السلطة تظهر الفرص. ويبرز هذا في العديد من قصص نجاح Silicon Valley والتي هي ببساطة منصات مركزية، فهي تستفيد من قوة وشرعية تمكين التفاعلات الموثوقة للآخرين.

 

 

المركزية تخلق فرصًا جديدة

تمامًا كما تفعل شركة Uber عند ربط الركاب بالسائقين، يقوم الفيسبوك بربط المعلنين مع المستهلكين. وهنا نرى أن مركزية السلطة قد أتاحت الفرصة أمام توزيع الثقة. ومن ناحية أخرى، فقد يكون هناك منصات رئيسية تخسر قوتها مقابل تمكين الثقة الموزعة، لذلك لن تكون هناك حاجة إلى مثل هذه المنظمات القوية. ولكن أولئك الذين يملكون السلطة يميلون إلى محاولة التمسك بها، فقد واجهت مايكروسوفت تحديًا لقوتها في السوق المركزية مع نمو البرامج مفتوحة المصدر بنماذج C-Form. حيث كانت “وثائق هالوين” هي اتصالات مايكروسوفت الداخلية فيما يخص ردة الفعل تجاه تهديد البرمجيات مفتوحة المصدر، وكان أحد المناهج المفصلة هو “FUD” الذي يرمز إلى (الخوف، وعدم اليقين، والشك). وها نحن الآن نشهد ردات فعل مماثلة لتكنولوجيات الثقة الموزعة.  فقد دعا الرئيس التنفيذي لبنك جي بي مورغان ” جيمي ديمون”  البيتكوين بـ “الخدعة”، وادعى أن الحكومات ستقوم بإغلاق كل ما يتعلق بـ “العملات المشفرة”. بينما تم اتهامه بإيذاء السوق في السويد من قبل شركة تدعى Blockswater، التي تزعم أنه “قام بنشر هذه المعلومات الكاذبة والمضللة بشكل متعمد في السوق.” وبعبارة أخرى، يتم اتهام ديمون بخلق “FUD” وهو (الخوف، وعدم اليقين، والشك) بين المستخدمين.

 

مستقبل الثقة الموزعة

كنا نفترض أن المنظمات المركزية الكبيرة تملك الشرعية والسلطة، ولكن على ما يبدو أن هذا بدأ يتغير. فمع الاستمرار في تطوير تقنيات الثقة الموزعة، سوف نستمر في رؤية هذا التحول في السلطة. كما يجب أن نتساءل عن دور المنظمات المركزية في الوقت الذي يتم فيه توزيع فيه الثقة. والمفتاح الآن هو ضمان استخدام الرؤى من منظور النظرية التنظيمية وعلم الاجتماع، وذلك من أجل تشكيل مستقبلنا المجتمعي المشترك في عالم من الثقة الموزعة. وهو العالم الذي سوف يتضاءل فيه دور المؤسسات المركزية القوية، وبهذه الرؤية، سنتمكن من تصميم مستقبل أكثر إنصافًا للجميع.

 

 

Comments are closed.