هل يمكن لتكنولوجيا البلوكشين البقاء على قيد الحياة دون عملات رقمية؟

 عرب بت – أتاحت التقلبات الأخيرة في أسعار البيتكوين والعملات الرقمية البديلة من جديد النقاش حول العملات الرقمية التي تصلح كمخزن حقيقي للقيمة. فعقب الارتفاع بنحو 20 ألف دولار، شوهد هبوط في أسعار العملة الرقمية الأكثر شعبية لتتراجع إلى 6,000 دولار تقريباً قبل الارتفاع مجدداً ليتم تداولها حول نطاق الـ 11,400 دولار وقت كتابة هذه المقالة.

وكان الارتفاع والانخفاض، ومن ثم الارتفاع مجدداً، أحد المميزات الاعتيادية لوجهة البيتكوين والعملات الرقمية. ومع ذلك، يغلب الظن أنه بسبب مستوى الوعي المرتفع والقيمة النقدية الواقعية لانخفاض الأسعار الحالية، وجد القائمون على الحملات المناهضة للعملات الرقمية سبباً للإعراب بوضوح عن انتقادهم لهذه التكنولوجيا.

 

التنبؤ للعملات الرقمية بالفشل

ملقياً خطابه في لندن في الثامن من شباط/فبراير من العام الجاري، أشار عضو البنك المركزي الأوروبي (ECB) إيف ميرش، إلى أن التقلبات الشديدة في قيمة العملات الرقمية تعني أن الأعمال التجارية التي تقوم بتسعير العملات الرقمية يمكن أن تجد نفسها في فجوة كبيرة سيئة بين أسعارها الفعلية وأسعارها المثالية. وأوضح ميرش أنه عندما يكون هناك تشكك كبير يحيط بكم بشأن السلع والخدمات التي يمكن شراؤها بأصل معين في المستقبل، أو في الواقع إذا ما كان يمكن أن يستخدم في شراء أي شيء، فإن الأصل يصبح مخزناً ضعيفاً للقيمة.

وقد أتى شكل آخر من أشكال النقد والتنبؤ السلبي للبيتكوين من المستثمر الملياردير الشهير، وارن بافت. حيث قال أن البيتكوين والعملات الرقمية تتعرض الآن لسقوط حر، مشيراً إلى أنه لن يستثمر أبداً في أيها. وأوضح في هذا الخصوص قائلاً:

“أستطيع أن أقولها وأنا متأكداً تقريباً بأن العملات الرقمية تؤول إلى نهاية سيئة”

وقد سجل بعض النقاد آرائهم بشأن التراجع الحالي في سعر البيتكوين والعملات الرقمية البديلة، حيث تنبأ معظمهم بمستقبل قاتم للعملات الرقمية. ومع ذلك، تأتي المعضلة عندما يدين بعضهم فكرة العملات الرقمية بشكل قاطع، في حين أنهم يتقبلون ببساطة التكنولوجيا التي تستند إليها، وهي البلوكشين. وعند هذه النقطة، سيثير جدلاً إذا ما كانت البلوكشين والعملات الرقمية يمكنها أن تتواجد ككيانات منفصلة، أو ما إذا كان من الممكن أن تزدهر تكنولوجيا البلوكشين عندما تفشل العملات الرقمية التي تعمل بالاستناد إليها.

سلوك العملات الرقمية الحالي طبيعي

ولا يشاطر رئيس “Netcoins” التنفيذي، مايكل فوغل، الرأي القائل أن الانخفاض الأخير في أسعار البيتكوين والعملات الرقمية البديلة الأخرى يدل على فشل التكنولوجيا. ويشير فوغل إلى أنه بالنظر إلى المرحلة التطويرية للعملات الرقمية، فإن التقلبات التي يتم اختبارها في الوقت الراهن ينبغي أن تعتبر أمراً عادياً. ويقول فوغل:

“بوسعي أن أقول بالنسبة للمستثمرين على المدى الطويل، والذين اشترو قبل عام أو ستة أشهر من الآن، أنهم سيكونون سعداء بعوائدهم حتى اليوم. ويعد التقلب جزءاً من المشهد الرقمي في الوقت الراهن، بالنظر إلى أنه لا تزال هناك سنوات من النمو تلوح في الأفق. فقد شهد العام 2015-2016 تقلبات أقل وبالتالي كان هناك المزيد من المستخدمين المهتمين باستخدام البيتكوين كعملة يمكن إنفاقها في تلك الأيام، ومع ذلك، بالنظر إلى السرعة التي ارتفعت فيها البيتكوين من حيث القيمة، فأنا أعتقد أن هذا جعل الكثير من الناس يدركون إمكانات البيتكوين كمخزن للقيمة ومكافئ رقمي للذهب”

كما يوضح فوغل أن التراجع جزء طبيعي من التداول الصحي، في حين يذهب ضد فكرة فقاعة العملات الرقمية، حتى مع إصراره على أن العملات الرقمية لا يمكن أن تنفصل عن البلوكشين. وفي هذا السياق، بين فوغل أن المال الرقمي جُرب في السابق، والسبب وراء فشل هذه المحاولات هو عدم تمتعه بميزة اللامركزية التي توفرها البلوكشين، وأضاف:

“ترتبط العملات الرقمية والبلوكشين ارتباطاً وثيقاً، وتتجه كلتا هذه التكنولوجيات نحو تحقيق نجاح باهر وتأثر بشكل أكبر حتى بنمو الانترنت نفسه”

بعض التحليل التقني

رغم ما سبق، يأخذ كومار غوراف، من “Auxesis Group” في اعتباره تحليل السعر التقني بينما يوضح سلوك سعر البيتكوين في الآونة الأخيرة. ويفسر غوراف التراجع الأخير الذي جاء فقط بعد أن وصلت أسعار البيتكوين إلى ذورة مرحلة نموها، الأمر الذي تم توقعه باستمرار بسبب النمو المكافئ الضئيل طيلة تاريخها، وعاد الآن في نمو جذري أقل يتماشى أكثر مع السنوات الماضية. ووفقاً له، فإن هذا يعني أن البيتكوين خزنت على الأقل نفس القيمة لجميع من استثمرو فيها حتى قرابة شهرين من الآن.

ويشير غوراف أيضاً إلى أنه في حين أن هذا الترجع غير مسبوق بالأرقام المطلقة، مما يخيف المبتدئين أو يجعل المشككين يتأكدون من هواجسهم، إلا أن جميع من هم على دراية بتاريخ البيتكوين يعلمون أنه من حيث النسبة ينبغي ألا يكون من المفاجئ أبداً أن العملة تعافت سريعاً في حالات مثل تلك.

 

البلوكشين أم العملات الرقمية

يوضح غوراف أن الاعتبار المميز للعملات الرقمية والبلوكشين في معظم أرباع العام ينبغي أن يكون حيادياً، أي ليس بالاستناد إلى الأيدولوجية وإنما إلى الأسباب القانونية والعملية وفقاً إلى متى ستكون العملات الرقمية ممكنة وتمس الحاجة إليها ومتى لا تكون كذلك.

ففي الحكومة على سبيل المثال، لدى تكنولوجيا البلوكشين العديد من الأوضاع التي يمكن أن تستخدم فيها للمساعدة في تحقيق كفاءة وشفافية أفضل، الأمر الذي لا علاقة له أبداً بالعملات الرقمية. وحدث مؤخراً أن اعترف وزير المالية الهندي أرون جيتلي، بإمكانات البلوكشين، قائلاً أن الحكومة سوف “تستكشف استخدام تكنولوجيا البلوكشين كمرشد في الاقتصاد الرقمي” في حين يفسر كومار أن “Auxledger” أكبر دفتر حسابات خاص بأكثر من 54 مليون مستخدم فعلياً، الناتج عن عمل “Auxesis Group” يداً بيد مع حكومة الهند، يتمتع بإضافات مخصصة لمختلف القطاعات التي تتيح للشركات الاعتماد بشكل أسرع استناداً إلى احتياجاتها. وتنطوي هذه الحلول على:

  • بروتوكول دفتر الحسابات الموزع للمؤسسات المالية
  • برنامج توزيع الفوائد للهيئات الحكومية،
  • “Darwinsurance” لتسويات التأمين
  • برنامج “Genuinity” وهو برنامج مكافحة تزوير سلسة التوريد
  • “Reservoir” الذي يعالج قضايا توافر المنتجات.

وعلى الرغم من هذه الحلول، يوضح غوراف أنه لولا العملات الرقمية، لما كنا شاهدنا مشاركة مستمرة للبلوكشين مطلقاً عبر المؤسسات، في ضوء أنها كانت من أثار اهتمام الجميع وخلقت أيضاً الثروة الحالية ممكنةً الابتكارات في الصناعة منذ بدايتها، حتى قبل أن يدخل إليها المستثمرون التقليديون. ففي بداية الصناعة، كانت هناك حاجة إلى العملة الرقمية كاستخدام أول لتكولوجيا البلوكشين من أجل إتاحة المزيد من حالات الاستخدامات. ومع ذلك، تحولت الاهتمامات على مرور السنوات بعيداً، من العملات الرقمية المجردة إلى عملات رقمية تمثل أي شيء، في حين أنها تمتاز أكثر بالشفافية.

ــــــــــــــــ
المصدر: CCN

Comments are closed.