كيف يمكن لتعلم الآلة أن يغير الطريقة التي نستثمر بها في العملات الرقمية

عرب بت – لقد شهدنا، خلال السنوات القليلة الماضية، اعتماداً متزايداً لعلم البيانات من أجل تحسين دقة تنبؤاتنا. وكانت النتيجة مذهلة، حيث أنها خلقت ثورة شاملة في المنظمات عبر مجموعة كبيرة من الصناعات ومنها صناعة العملات الرقمية.

استخدام تعلم الآلة في الحصول على التوقعات واتخاذ الخيارات الأمثل

أصبح “تعلم الآلة” بالفعل إحدى الكلمات ذائعة الصيت هذا العام –ومن السهل أن نرى لماذا. ولكن على الرغم مما يعتقده معظم الناس، فإن “تعلم الآلة” ليس نفسه “الذكاء الاصطناعي“. فتعلم الآلة في الواقع هو نوع من أنواع الذكاء الاصطناعي الذي يتيح لأنظمة الكومبيوتر إمكانية التعلم والتحسن والتطور في الوقت الذي يتم فيه التعرض للمزيد من البيانات الجديدة.

وتستخدم عمالقة التكنولوجيا، مثل “Google“، تعلم الآلة للتنبؤ بتأخر رحلات الطيران. فعندما تحجز رحلة جوية، تبحث الخوارزمية عبر تأخيرات الرحلات السابقة لتنظر عن قرب فيما تسبب بهذه التأخيرات –مثل سوء الأحوال الجوية والتأخر في وقت الوصول، إلخ. وفي حال تطابق كم كافي من المعلومات وكان هناك فرصة جيدة ليحدث تأخير في الرحلة، فسوف تظهر هذه المعلومات في نتائج البحث لتحذير العملاء قبل حجز رحلاتهم. ولكن،”Google” ليست الوحيدة التي تجني فوائد تعلم الآلة. فهذه التكنولوجيا تغير العالم، حيث تنطوي بعض الصناعات الأخرى التي أحدثت فيها هذه التكنولوجيا ثورة، على كل من مجالات التعليم والرعاية الصحية والسفر والأعمال التجارية والتسويق.

وفي الفضاء الرقمي، يقوم عدد قليل من الرواد بتمهيد الطريق لذاك. فقد طورت عملة “Silo” خوارزمية ذكية تحلل تحركات السوق وتستكشف البلوكشين كل 24 ساعة للتعرف على العملات الرقمية التي تشكل 95% من السوق. حيث تستند الخوارزمية إلى تعلم الآلة وإلى التحليل الفوري للعملات المعتمدة على نطاق واسع والموثوق بها. وتحدد هذه النظرة أساساً كمية الثقة التي يتمتع بها مجتمع العملات الرقمية، وأياً من العملات الرقمية يتم اعتمادها أو “التخلص منها“. وأخيراً، تبتاع الخوازرمية العملة الرقمية إثر ذلك بطريقة موزعة، لذلك في الأساس يمكن لعملة “Silo” أن تحوي عدة دزينات من الأصول الكامنة مثل البيتكوين والاثيريوم والنيو و”Qtum“، إلخ. وفي المقابل، فإن عملات “Silo” تملك سيولة منذ الثانية الأولى، وذلك لأنها تمثل الأصول الأساسية فيها.

كيف يمكننا أن نستخدم تعلم الآلة في تعظيم أرباح تداول العملات الرقمية؟

لقد اجتذبت طفرة العملات الرقمية الأخيرة، العديد من المستثمرين الجدد إلى عالم تداول العملات الرقمية على أمل جعله أكبر. ومع ذلك، فإن العديد من هؤلاء المستثمرين جديدون على التداول، ويواجهون صعوبة في معرفة ما ينغي عليهم الاستثمار فيه بالضبط. وكنتيجة لذلك، يخسر العديد من الأفراد أموالهم، الأمر الذي لا يستطيعون تحمله.

ومن ناحية أخرى، هناك أعداد متنامية من عمليات دعم العملات الأولية “ICOs” الاحتيالية، وكأن الاستثمار ليس محفوفاً بالمخاطر بما فيه الكفاية. وقد أصبح الأمر سيئاً إلى درجة أن الشبكات الاجتماعية، بما فيها فيسبوك، قامت بحظر الترويج لجميع عمليات الـ “ICOs”. وفي محاولة لمساعدة المستخدمين على اتخاذ قرارات مستنيرة أكثر، تهدف بعض الشركات إلى استخدام تعلم الآلة لاتخاذ قرارات تداول أذكى وأسرع لتعظم أرباح التداول في نهاية المطاف.

ومن جهتها، تهدف شركة البلوكشين الرائدة “Signals” إلى إحداث ثورة هائلة في تداول العملات الرقمية من خلال السماح لعملائها ببناء نماذج الخوارزميات الخاصة بهم –دون أدنى مستوى من مهارات البرمجة أو معرفة مسبقة بتعلم الآلة. وللبدء بذلك، يُطلب من المستخدمين اختيار عدد من المؤشرات وجمعها مع بعضها البعض. بحيث يمكنهم قبل أن يستثمروا أي أموال، أن يختبروا نماذجهم لقياس مدى نجاحها.

وبالنسبة لعلماء البيانات والمطورين الملمين ببعض المعرفة في مجال البرمجة، تفتح المنصة تيار إيرادات محتمل وجديد كلياً من خلال إعطائهم الفرصة لتطوير مؤشرات تداول جديدة من الصفر تماماً وتحقيق مدخول منها عبر السماح للمستخدمين الآخرين بالوصول إليها عبر سوق مؤشر “Signals”. وفي نهاية المطاف، يكمن الهدف من هذه المنصة؛ في السماح لمستخدميها بتوليد الأرباح من خلال استخدام نماذج التداول التي أنشؤوها اعتماداً على البيانات الفورية لتحسين قرارت التداول.

ازدهار الذكاء الاصطناعي

لا بد أنك تعرف أن الذكاء الاصطناعي شيء كبير ومهم، إلا إذا كنت تعيش تحت صخرة لبعض السنوات!. فهو يستولي فعلياً على صناديق التحوط، ومن المقرر له أن يلغي وجود آلاف وظائف إدارة الأصول والمبيعات والتجارة عن الوجود. وفي الجانب الآخر، فمن المتوقع له أن يخلق آلاف الوظائف الجديدة التي تتمحور حول التكنولوجيا وعلم البيانات.

كما يفوق أداء صناديق التحوط، التي أبدلت موظفيها البشر بالذكاء الاصطناعي- بشكل كبير فعلياً – أداء منافسيها الذين لم يُقدموا بعد على هذه القفزة. ومع الظهور الجديد لصناديق تحوط العملات الرقمية، فإنه من المؤكد تقريباً أنها مجرد مسألة وقت قبل أن تبدأ تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي المخصصة للتداول، بالهيمنة على أسواق العملات الرقمية أيضاً.

ـــــــــــ
المصدر: Bitcoinist.com

Comments are closed.