كوريا الجنوبية تتهم كوريا الشمالية بسرقة مليارات من العملات الرقمية

عرب بت – اتهم مسؤلو الاستخبارات الكورية الجنوبية قراصنة كوريا الشمالية، الذين ترعاهم الدولة أخيرة الذكر بنفسها، بسرقة عملات رقمية بقيمة مليارات من الوون.

وفي جلسة برلمانية عُقدت يوم الإثنين، أخبرت وكالة الاستخبارات الكورية الجنوبية المسؤولين الحكوميين وصناع القرار بأن الإبلاغات المتواجدة منذ حين عن السرقات المتعددة في منصات تداول العملات الرقمية المحلية من قبل كوريا الشمالية قد دخلت حاجز مليارات من الوون، بعد أن تعدت نطاق ملايين الدولارات في عام 2017. ومن دون أي تصريح بأسماء منصات التداول التي تعرضت للقرصنة، أخبر أحد أعضاء لجنة الاستخبارات البرلمانية الكورية الجنوبية، وهو كيم بيونغ-كي، صناع القرار في تصريح له كشفت عنه وكالة “رويترز” الاخبارية قائلاً:

“لقد أرسلت كوريا الشمالية رسائل عبر البريد الالكتروني والتي تمكنت من خلالها اختراق منصات تداول العملات الرقمية ومعلومات زبائنها الخاصة من خلالها، فضلاً عن سرقة كميات من العملات الرقمية التي تبلغ قيمتها مليارات من الوون”

ومن خلال الاستشهاد بمصادر من البرلمان، ذكرت صحيفة “Kyodo News” المحلية، أن خدمة الاستخبارات الوطنية (NIS) لا تزال تعتقد أن كوريا الشمالية تحاول باستمرار اختراق منصات تداول كوريا الجنوبية لسرقة العملات الرقمية. ومن الجدير بالذكر، أن التقرير الإخباري كشف أيضاً عن تحقيق تجريه خدمة الاستخبارات في الوقت الراهن للتحقق مما إذا كانت كوريا الشمالية متورطة في سرقة 58 مليار ين (ما يعدل 534 مليون دولار) من العملات الرقمية من منصة التداول اليابانية “Coincheck” الشهر الماضي.

وكما ذكرت شبكة “CCN” العام الماضي، فقد كانت منصة التداول الكورية الجنوبية “Bithumb” هدفاً للاختراق مما أدى إلى فقدان بيانات ما تقدر أعدادهم بـ 31 ألف مستخدم وخسارة مئات ملايين وون التي كانت تتواجد في حسابات العملاء. والآن، تزعم خدمة الاستخبارات الوطنية بأنها جمعت ما يكفي من الأدلة لتقول أن كوريا الشمالية هي من كانت وراء الاختراق والسرقة التي لحقت بها، والتي بدأت عبر الرسائل الملغومة التي تصيدت الموظفين في منصة التداول.

وعلى نحو متصل، تُتهم كوريا الشمالية باستمرار بسرقة العملات الرقمية من كوريا الجنوبية وغيرها في السنوات الأخيرة، مما يثير الأسئلة حيال احتمالية الاحتفاظ وتخزين العملات الرقمية في عهد نظام كيم جونغ-أون. ووفقاً لبعض التقديرات –ليس هناك من طريقة للتأكد منها- فإن كوريا الشمالية تملك جيشاً بقرابة 1,700 من القراصنة ترعاهم الدولة، ويدعمهم فريق من 5,000 فرد. ففي بدايات العام الماضي، زعمت شركة أمن الانترنت الكورية الجنوبية أن قراصنة كوريا الشمالية قد سرقوا من البيتكوين ما تناهز قيمته الـ 100 مليون وون، أي حوالي 90 ألف دولار أميركي، في كل شهر بدءأً من عام 2013 وانتهاءاً بعام 2015. وذلك من أجل زيادة احتياطاتها الثابتة (من العملة التي تشكل ملاذاً آمناً) كوسيلة لإبطال مفعول العقوبات الاقتصادية العالمية المفروضة عليها.

وقد بينت تقارير متعاقبة أن منصات التداول الكورية الجنوبية لها أهداف شائعة، وأشار تقرير مفصل لشركة أمن الانترنت “FireEye” باصبع الاتهام الصريح إلى قراصنة كوريا الشمالية على أنهم هم من سرقوا عملة البيتكوين من أجل تمويل نخبة بيونغ يانغ ونظام كيم جونغ أون.

وفي شهر كانون الأول / ديسمبر، تقدمت منصة التداول الكورية الجنوبية “Youbit” بملف الافلاس عقب تعرضها لسرقة 17% من احتياطياتها من البيتكوين من محفظتها المتصلة بالانترنت. لذا يُنظر إلى قراصنة كوريا الشمالية على أنهم المشتبه بهم الرئيسيون وراء هذا الاختراق. ومن ناحية أخرى، نشرت وكالة الشرطة الوطنية الكورية الجنوبية (NPA) اكتشافاتها الخاصة التي أعقبت تحقيقاً في العديد من حوادث أمن الانترنت التي وقعت في منصات تداول العملات الرقمية المحلية. وفي تقاريرها، أكدت الوكالة أن قراصنة كوريا الشمالية استهدفوا ما مجموعه 25 موظف عبر منصات التداول المحلية الأربع فيما لا يقل عن 10 هجمات تصيُّد.

ــــــــــــ
المصدر: CCN

Comments are closed.