تكنولوجيا البلوكشين و التغيير الذي ستحدثه في مجال الإعلانات على الانترنت

عرب بت في مثل هذا العالم الضخم لمجال الإعلانات على الانترنت، من الأفضل الاعتماد على تقنية البلوكشين. حيث إنه خلافًا لبعض منتجات البلوكشين مثل العملات الرقمية، فإنه يمكن توظيف هذه التقنية أيضًا في الإعلانات من خلال عدد كبير من الطرق الفريدة. حيث ستساعد تطبيقات هذه التقنية في تصميم الإعلانات على استهداف الجمهور بشكل أفضل، ومشاركة البيانات، وجعل المستخدمين أكثر أمنًا وأكثر خصوصية، بالإضافة إلى إضفاء الطابع الديمقراطي على من يتحكم في البيانات التي تعتمد عليها هذه الصناعة.

 

الاتجاه الجديد للدعاية والإعلان

إن واحدة من أبرز ملامح تقنية البلوكشين كتطبيق للتمويل هو عدم الكشف عن الهوية. ففي حين أن هذا هو شيء أساسي في تطبيق البلوكشين في عملة البيتكوين، إلا أن عدم الكشف عن الهوية في بعض الأحيان في مجال الإعلانات يعطي نتائج عكسية. حيث إن حلول البلوكشين في مجال الإعلام قد تقوم بمسح قائمة جميع المشاركين بدلًا من الاستفادة من الخدمات القوية التي توفرها هذه التكنولوجيا. فقد بنيت البلوكشين منذ إطلاق البيتكوين الأصلي، وتوسعت نتيجة أهمية الشفافية التي توفرها. لكن العديد من السلاسل الأكثر تأثيرًا ستجد تطبيقات متصدية لها في عالم الإعلان. فالشركات مثل Papyrus تمثل هذا الاتجاه، من خلال منصات تجعل من السهل على المستخدمين أن يعرفوا بالضبط من الذي يقوم بدفع المال مقابل نشر الإعلانات لهم، بالإضافة إلى معرفة المصدر الذي أُخذت منه بياناتهم الشخصية. ومع شركة Papyrus يمكن أيضًا لهؤلاء المستخدمين أن يقرروا عدم مشاركة أي من عادات التصفح الخاصة بهم أو غيرها من بيانات الاستخدام، وفي حال استخدام هذه البيانات يمكن للمعلنين دفع ثمنها بشكل مباشر.

 

أما من جانب المستخدم، فإن هذا هو الأفضل، بدلًا من الإفراط في الإعلانات غير دقيقة التي تصلنا يوميًا. بينما قد يزعج ذلك المعلنين في البداية، ولكنهم سوف يدركون بسرعة أن هذا النظام يعمل لصالحهم كذلك. حيث إن هذه الطريقة هي أبعد ما يكون عن الطريقة الحالية للقيام بهذه الأشياء، والتي يقوم المستخدمون فيها بتسليم بياناتهم الشخصية طوعًا مقابل مكافأة صغيرة. وهذه هي “البنود والشروط” التي يتخطاها معظم الأشخاص عند إعداد تطبيقات جديدة. أما مع المنصات الجديدة التي تستند إلى البلوكشين مثل Papyrus وMetaX، فإن جميع أولئك الذين لديهم حصة في الإعلانات بإمكانهم تقاسم الموارد، والنظر في تدفق كامل المعلومات في المكان نفسه، وهذا يفتح المجال لمنافسة أكثر كفاءة.

 

كم أن هناك مشروع آخر يسمى Bitcomo وهي منصة تخلق نماذج إعلان قائمة على العقود الذكية (ستبدأ عمليات البيع المسبق لها في 18 سبتمبر)، والتي يتم الدفع فيها ما إن يتم تسليم النتائج أو بعد توليد عقود البيع الذكية. حيث تقدم منصة Bitcomo حلًا لنموذج الإعلان التقليدي الذي يقع فيه الناشرين تحت رحمة المعلنين الذين لا يكونون قادرين دائمًا على دفع عمولة كاملة كحماية ضد المنشورات المحتملة التي لم تتم الموافقة عليها. وبالمثل، لا يمكن للمعلنين أن يكونوا متأكدين من أنهم سوف يحصلون على أموالهم وغالبًا ما يضطرون إلى وضع قائمة سوداء للناشرين الذين قد يقومون بأنشطة احتيالية. وتم توضيح ذلك كما يلي:

“إن الشبكة اللامركزية بين المعلنين والناشرين ستكون من خلال التخزين المؤقت، وتسجيل النقرات والعملاء، والإحصاءات الرئيسية، والعقد الشخصية في مشغل البلوكشين MetaHash. وهذا هو المبدأ الأساسي للحماية من الاحتيال وإخفاء البيانات عن المعاملات الفعلية من قبل المعلنين، أو جعل برامج التتبع المستهدفة غير واقعية لحركة الناشرين بدلًا من المستخدمين الحقيقيين.”

 

الإعلانات القائمة على البلوكشين

بالنسبة للإعلان عبر الإنترنت، فإن البيانات هي شيء ثمين. فهي تكشف عن أنماط التسوق للأشخاص وسجلات البحث، كما تضم هذه البيانات المشاركات في وسائل الإعلام الاجتماعية والتي تترك وراءها أدلة لا تقدر بثمن. حيث يقوم البلوكشين بتوزيع هذه البيانات على الشبكة بالكامل، ومن ثم يتم الاحتفاظ بهذه البيانات على خوادم الشركة الآمنة وطرحها للبيع لمقدمي العروض ذات الصلة. وبصرف النظر عن الوظائف التي تمنح المستخدمين مزيدًا من التحكم، وتضع قيمة بياناتهم حصرًا في أيديهم، فإن هذا النظام اللامركزي يفيد منشئي الإعلانات أيضًا. كما ستتمكن من الوصول إلى مجموعات مشتركة ضخمة من البيانات ذات الصلة، والتي سبق فحصها من قبل المشاركين الآخرين، مما يجعل استهداف الإعلانات أكثر دقة بكثير وأقل تكلفة بكثير. بالإضافة إلى أن نظام البلوكشين الذي لا يمكن دحضه، مثل دفتر الحسابات هو أداة مثالية في أيدي شركات الإعلان التي تعتبر أن النقرات والإعجابات هي من مؤشرات الأداء الرئيسية. فبدلًا من الدفع مقدمًا مقابل مساحة إعلانية مكلفة تستهدف الصيادين، يمكن على سبيل المثال أن تقوم شركة معدات الصيد نفسها باستخدام إعلانات البلوكشين لاستهداف أولئك الذين ذكروا صراحة (مع تفضيلاتهم لتبادل البيانات) أنهم مهتمون بهذه المعدات. وبالتالي فإن الأمر لن يكون معتمدًا على عادات التصفح للشخص، وإنما على البيانات الفعلية عنه. وعلاوة على ذلك، تتيح حلول شراء الإعلانات بالعقود الذكية للشركات شراء مساحة مشروطة، والتي لن تُظهر الإعلان إلا عندما يستوفي شروطًا معينة.

 

مستقبل البلوكشين في الإعلان

بدأت شركات الإعلان على الانترنت الآن بتطوير حالات الاستخدام الحقيقي للبلوكشين في أنشطتهم اليومية، حيث أن أولئك الذين يتقدمون في هذا منحنى سوف يستفيدون كثيرًا. كما أن البلوكشين هو أداة ديمقراطية في نهاية المطاف، ففي وقت ما سيدرك الجميع أن هذا النظام المفتوح يخلق العديد من الفرص الجديدة.

1 Comment
  1. محمد says

    جميل

Comments are closed.