عرب بت – في مقالة كتبها خوليو فاورا في الثامن من شباط / فبراير الجاري على “CoinDesk”، اقترح أن: “عملات الخدمات الأولية فكرة غير جيدة” لأنها ستكون بمثابة “الكذب على أنفسنا”، بسبب أن عمليات دعم العملات الأولية “ICOs” لا تبيع في الحقيقة أوراقاً مالية. وبدلاً من ذلك، برأي فاورا: “ينبغي أن نعمل معاً على خلق إطار عمل لإنشاء مخطط محدد بوضوح لعمليات الـ ICOs، معترفين من البداية بأنها أوراق مالية”. كما يجب لعملية الـ ICO أن تصمم بالتعاون مع المنظمين لتمتثل لقانون الأوراق المالية“.
وفي تقرير تم تحديثه في الخامس من الشهر الجاري، اقترح الرئيس الدولي لأبحاث الاستثمار في “Goldman Sacks“، أن المستثمرين في عمليات الـ ICOs يحتمل أن يخسروا جميع استثماراتهم- مما يرتبط بفرضية فاورا الأساسية التي تقول أن عمليات الـ ICOs يجب أن تنظم “لحماية المستثمرين“. وليس من الواضح كيف سيتم تنفيذ حله الهجين المقترح، بالنظر إلى أنه يتطلب الشراء الكامل من أسواق رأس المال والجهات التنظيمية، حتى لا يفشل من اليوم الأول.
إذاً، لماذا تحبط المؤسسات المالية القائمة والجهات التنظيمية الأساليب الجارية لجمع رأس المال أو محاولة الضغط على نظام عمليات الـ ICOs بموجب قانون الأوراق المالية التقليدي، حتى وإن كانت تعتبر بيعاً للأوراق المالية؟
الإجابة: إنها ليست كذلك. وفي هذا السياق مثلاً، توفر “Ripple” –وهي شركة تمولها “Santander InnoVentures“- لمحة عن الكيفية التي ستتنافس فيها البنوك التقليدية والأسواق المالية على استخدام تكنولوجيا البلوكشين والعملات الرقمية. كما تضع مقالة فاورا جميع عمليات الـ “ICOs” في كفة واحدة زاعمةً بأن كل واحدة منها تقدم في الحقيقية أوراقاً مالية خاضعة لتدقيق “لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية” (SEC). وهذا ببساطة ليس صحيحاً.
فهل تساءل فاورا حقيقيةً عما إذا كانت لجنة الاوراق المالية والبورصات “SEC” قد طرقت باب “الأصول الرقمية” لعملة الريبل؟ حتى بالرغم من عدم وجود عملية ICO رسمية ليتم إطلاقها، يمكننا أن نقول أن هذه العملة الرقمية مركزية، ويتم تداولها الآن على 18 منصة تداول حيث يستطيع الناس شراءها. وفي الواقع، إثر ارتفاعها بنحو 94 مليون دولار من رأس المال الاستثماري، ربما لن تحتاج عملة الريبل على الأغلب لعملية ICO.
ومن ناحية أخرى، فقد كانت إحدى عمليات الـ “ICOs” التي تُركت دون مساس من قبل الـ “SEC” “محفوظة” من قبل شركة “Perkins Coie” وانطوت على بيع عملة أولية نافعة حصدت 35 مليون دولار في أقل من دقيقة. حيث تخلق العملة الرقمية الشجاعة نظاماً إيكولوجياً رقمياً يرتبط باهتمام العميل. وسوف يكون مثل هذا النظام الايكولوجي بلا شك تحديثاً لمخطط الإعلان الرقمي الحالي المرتبط بالنظام الايكولوجي لشبكة الانترنت الذي يعود إلى العام 1995.
تنظيم معقول
بقول كل ما سبق، يبدو أن لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية، وغيرها من الجهات التنظيمية الأخرى، اتخذت منهجاً مدروساً بعناية في هذا المجال – مركزة بقوة على المحتالين الحالين بدايةً من أجل ردع المحتالين القادمين، مع ترك هذه التكنولوجيا تلعب بحرية قليلاً. ويبدو أن المؤشرات الأخيرة تدعم هذا التفسير لموقف لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية تجاه عمليات الـICO .
ففي شهر شباط / فبراير، اعترف رئيس اللجنة جاي كلايتون، أمام اللجنة المصرفية في الكونغرس أن الإمكانات المستمدة من البلوكشين كانت “كبيرة جداً“. كما قال رئيس لجنة تجارة السلع الآجلة كريستوفر جيانكارلو أن هناك “إمكانية كبيرة” تبدو “غير اعتيادية” للأعمال التجارية المعتمدة على تقنية البلوكشين. ومع ذلك خلال شهادته، قال الرئيس كلايتون أن لجنة الأوراق المالية سوف تواصل “القضاء بقسوة” على الاحتيال والتلاعب الذي ينطوي على عمليات الـ “ICOs” غير المسجلة حكومياً. وهذا بدوره يتسق مع الرسائل السابقة بالنظر إلى أن الرئيس كلايتون طلب في 11 كانون الأول / ديسمبر أن تفرض قوة إنفاذ القانون التابعة لـ “SEC” بقوة إجراءات ضد عمليات الـ “ICOs” التي تبدو وأنها تنتهك قوانين الأوراق المالية الفدرالية.
وقال كلايتون أن “SEC” تعمل بشكل شاق للقضاء على هذه العمليات، لكنها اختارت عدم الإجابة على السؤال الذي طرحه النائب مارك وورنر من فريجينيا وهو إذا ما كانت اللجنة سوف تعود إلى الخلف وتدقق في عمليات الـ ICOs السابقة. وبعبارة أخرى، ربما تكون هناك عمليات كتلك التي تخص “BAT“، والتي لن تهاجمها اللجنة، على الرغم من تعليق كلايتون في جلسة الاستماع بأن “كل عملية ICO شاهدتها كانت عبارة عن أوراق مالية“.
وفيما يخص احتمال أن بعض عمليات الـ ICOs، التي حصدت مئات ملايين الدولارات، لن يتم تدقيقها من قبل اللجنة، أمر يعطي إشارة واضحة بأنه لن تخضع جميع عمليات الـ “ICO” لسيطرة اللجنة الرقابية. وكما هو حال الريبل وBAT في المستقبل، فإنه من المرجح أن يكون هناك المزيد من العملات الرقمية الأولية التي تُبنى من خلال مبادرات بلوكشين مضطربة تتهرب من تدقيق اللجنة لأنها ليست أوراقاً مالية. في حين تشير حقيقة أن لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية لم تتحرك بشأن هذا–رغم تحركها ضد شركة “Munchee” بعد أسابيع من توفير “Munchee MUN“، إلا أن اللجنة سوف تخفف من أنشطة إنفاذ القانون عندما تواجه مبادرة بلوكشين مضطربة تولد قيمة حقيقية أصيلة. وبعبارة أخرى، ربما تكون العملات الأولية فكرة جيدة رغم كل شيء.
ــــــــــــــ
المصدر: Coindesk.com
Comments are closed.