عرب بت – لقد شهد عالم العملات الرقمية إنخفاضاً كبيراً في أسعار العملات الرقمية، الأمر الذي أثر على النظام ككل. فقد بدأ ذلك في الساعات المبكرة من يوم الثلاثاء، الموافق 16 من الشهر الجاري، واستمر للجزء الأكبر من الأسبوع مع القليل من الارتفاعات التي شهدتها بعض العملات. وتسبب هذا الانخفاض بانخفاض أسعار البيتكوين بنسبة 15% تقريباً في المراحل الأولية، لكنها واصلت إثر ذلك تأرجحها ما بين انتعاش وانخفاض. في حين أن بعض العملات الرقمية البديلة خسرت قرابة 90% من قيمتها الأصلية قبل أن تستقر أسعارها.
التأثير الآسيوي على هذه السوق
إن هذه ليست المرة الأولى التي تتأثر فيها العملات الرقمية على هذا النحو، خاصة بعد اتخاذ الحكومات بعض التدابير المناهضة لها. وفي هذه المرة، كانت الرواية السائدة هي أن سلوك السوق هذا ما هو إلا نتيجة لأحدث الضغوطات التنظيمية التي فرضتها كل من الصين وكوريا الجنوبية. ففي الربع الأول من العام الماضي، قاد إعلان لبنك الشعب الصيني يشير إلى خطط لتنظيم تداول العملات الرقمية داخل الصين إلى نشوء وضع مماثل. ومع ذلك، كان ذلك الانخفاض في الأسعار قصير الأمد، وقد تعافت منه البيتكوين بشكل خاص تماماً، بل وسجلت ارتفاعات قياسية في سعرها في غضون بضعة أيام فقط. وقد تكرر النمط نفسه عدة مرات خلال عام 2017، لاسيما مع خروج بضع دول في القارة الآسيوية بالعديد من الإعلانات بشأن الأعمال والنوايا إزاء النظام الإيكولوجي للعملات الرقمية. ويرتبط التأثير الذي تحدثه هذه الدول للآسيوية في هذه الصناعة بمستوى المشاركة المرتفع الذي تتلقاه الصناعة في تلك المنطقة.
فرصة متاحة للمتداولون على المدى البعيد
أخبر رئيس “Netcoins” التنفيذي (مايكل فوغل) قناة “CCN” الإخبارية أن حقيقة كون الدول الآسيوية من أوائل من تبنى العملات الرقمية، يجعل الأخبار السلبية في آسيا تتسبب بحالات بيع كبيرة تحت تأثير الخوف في أجزاء أخرى من العالم. كما أوضح فوغل في هذا الخصوص قائلًا: “لقد رأينا هذا مرات عديدة، ومع ذلك فإنه لمن المهم أن نتذكر عامل المفارقة؛ فقد حققت البيتكوين أفضل ارتفاعاتها السعرية بعد شهر من إعلان الصين عن ترددها في قبول واحتضان البيتكوين“.
ويقول فوغل أيضًا أن هذا الانخفاض الأخير في السعر يدل على الاتجاه على المدى البعيد. وأشار إلى أنه مجرد تذكير بأن العملات الرقمية متقلبة، وأنه لأمر طبيعي بالنسبة للمتداولين على المدى البعيد أن يستغلوا مثل هذه الفرص لشراء المزيد من العملات بأسعار منخفضة.
الانهيار ما هو إلا ظاهرة طبيعية
ويوضح مسؤل قناة بلوكشين “جيسون كاسيدي” أنه بينما تتكيف السوق مع نمو العملات الرقمية، من الطبيعي أن نشاهد تراجعًاً كالذي حدث مؤخرًاً. وأشار إلى أنه بغض النظر عما يدفع السوق إلى الانخفاض، إلا أن هذا السلوك السوقي يعتبر صحياً لأخذ قسط من الراحة خلال فترات الإضافة السريعة لمئات المليارات من الدولارات إلى القيمة السوقية للسوق. وفي التأثير الذي تفرضه آسيا على العملات الرقمية، يقول كاسيدي:
“في الوقت الراهن، يجري جزء كبير من حجم التجارة العالمية في آسيا، ولهذا فقد كان للصين تأثيرها على هذه الأسواق. وكما جرت العادة، سوف تستعيد العملات الأقوى عافيتها بوتيرة أسرع من غيرها، وسوف تستمر في المضي قدمًا. وسوف نلاحظ أن السوق التي تتقلب على هذا النحو يمكن أن تكون محفزاً لنهاية دورة حياة العملات منخفضة القيمة أو محاولات الاحتيال الصريحة. حيث إن آخر الأمثلة وأحدثها كان ما حدث لعملة Bitconnect ولهذا، من المتوقع أن نشاهد خروجًا للمزيد من الاستثمارات السيئة في هذه الصناعة مع نضوج ذكاء عالم الصناعة هذه ككل”
الاضطرابات التي تتعرض لها هذه الصناعة
لقد أثر هذا التطور على الكثير من المشاريع الناشئة في مجال العملات الرقمية، خاصة تلك التي تتخذ من آسيا مقراً لها. حيث يتطلب الأمر من المشاريع الناشئة الكثير من الصلابة والخبرة الحقيقية للنجاة في مثل هذه المواسم في السوق، التي تصدرت بها البيانات التنظيمية الغامضة من قبل السلطات تاركةً المجتمع مع الكثير من الشكوك.
وتعد مثل هذه المواقف ضرورية لفصل المنتجات الإنمائية الفعلية عن الترتيبات المستندة إلى الورق فقط والتي تضفي إلى الصناعة سمعة سيئة. ومع ذلك، تحتاج السلطات المعنية إلى الخروح بشروط واضحة وأن تقوم بذلك بسرعة كبيرة لتجنب حالة عدم اليقين السوقية المسؤولة عن الفزع والخوف داخل النظام الإيكولوجي. وقد أظهر الأحداث المتكررة مدى أهمية المجتمع الآسيوي في صناعة البلوكشين. فقد قاد الطريق في تبنيه المبكر لهذه التكنولوجيا، ووضع العوامل الطبيعية مثل التعداد السكاني الذي يؤثر على حجم السوق في موقع بارز داخل هذه الصناعة. أما بالنسبة للمدة التي سيستمر هذا الوضع فيها فلا تزال غير معروفة، لكن قوة آسيا في صناعة العملات الرقمية الحالية لا يمكن اعتبارها أمر مفروغ منه بعد.
ـــــــــــــ
المصدر: CCN
Comments are closed.