عرب بت – عانت سمعة هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS)، خلال السنوات القليلة الماضية، الكثير بسبب الأنباء التي انتشرت حول هجمات الانترنت واختراقات بيانات المرضى، فضلاً عن الأخطاء التي قادت إلى خسارة آلاف الأرواح. ومع ذلك، يبدو أن هناك الآن حلاً جذرياً في متناول اليد. حيث تخطط منصة MediChain الطبية للبيانات الكبيرة لحماية سجلات الصحة الالكترونية (EHR) والسجلات الطبية الالكترونية (EMR) التي تمكن المرضى وتضفي مزيداً من الأمن على بيانات السجلات المذكورة، بالإضافة إلى تخفيف الأخطاء المكلفة.
ففي شهر أيار/مايو، تعطلت أجزاء من هيئة الخدمات الصحية الوطنية تماماً بسبب هجوم الانترنت كشف مواطن الضعف في أنظمة تكنولوجيا المعلومات التي تستخدمها مزودة الرعاية الصحية البريطانية الممولة من القطاع العام. واكتشفت المستشفيات أن أجهزة الكومبيوتر خاصتها، التي تعمل على نظام “Windows” تأثرت بفيروس “Wanna Crypt” الخبيث، والذي كان يطلب الفدية في حال حاولت المستشفيات أن يستعيدوا إمكانية الدخول إلى أجهزتهم. ولحسن الحظ، تمكن أحد المدونين من إيقاف برامج انتزاع الفدية هذه عن العمل. ومع ذلك، في تشرين الأول/أكتوبر 2017، ضُربت إحدى هذه المستشفيات بالفايروس مرة أخرى.
وفي محاولة لتهدئة التوتر، أعلنت “NHS Digital” – ذراع تكنولوجيا المعلومات التابع لهيئة الخدمات الصحية الوطنية- في تشرين الثاني/نوفمبر عن عقد 20 مليون جنيه استرليني لتأمين الدعم لـ “القراصنة الخلوقين” من أجل الحد من حدوث المزيد من الهجمات. ومع ذلك، فقد فوضت محاولات تهدئة قلق المرضى إزاء بياناتهم الطبية الشخصية في كانون الثاني/يناير عندما اضطر مجلس صحة جامعي في ويلز للاعتذار إلى 41 مريض، الذين تم الولوج إلى ملفاتهم بشكل غير مشروع على يد موظف إداري في المستشفى. وليست هذه الحادثة الأولى فقد دخلت ممرضة بشكل غير شرعي إلى بيانات 3,000 مريض خلال فترة من عامين في مسشتفى أخرى في ويلز أخرى.
ولحسن الحظ فربما تتمكن منصة “MediChain” من تخفيف مخاوف المرضى. حيث تنطوي بلوكشين الشركة على خلق سحابة متوافقة تُمكن المرضى من تخزين معلوماتهم الطبية والتحكم بالبيانات الفعلية التي يتشاركونها مع الأطباء والمستشفيات والهيئات الأخرى. وكما يوضح رئيس “MediChain” التنفيذي، الطبيب مارك بيكر، الأمر:
“لن نجعل من المرضى مسؤولين فقط. فالآن، كلما أضيفت معلومات جديدة عن المريض تتعلق بجراحة أو مشورة أو وصفة طبية، فسوف يقرر المريض بشكل مستقل إذا ما أراد تمضينها في سجله أم لا، وذلك عبر تطبيق على سبيل المثال، مضيفاً مرجعاً أو (مشيراً) إلى بلوكشين الإثيريوم خصاتنا”
وعلاوة على ذلك، تتيح البلوكشين الطبية دخول المعلومات الهامة خارج نطاق السلسلة. ويسلط الدكتور بيكر الضوء على أحد أهم الفوائد الرئيسية لجانب “خارج نطاق السلسلة” في النظام قائلاً:
“يفهرس نظام البلوكشين الإيكولوجي الخاص بنا بيانات المرضى الحساسة لغاية استخدام قاعدة بيانات رقمية تحفظها شبكة من أجهزة الكومبيوتر التي لا يمكن إفسادها نهائياً تقريباً. وبالإضافة إلى ذلك، يجب الحصول على إذن المريض للولوج إلى مفاتيح تشفير معينة”
ويساعد النظام أيضاً في معالجة فشل آخر عانت منه هيئة الخدمات الصحية الوطنية وهو الأخطاء المهددة لحياة المرضى. ففي أواخر شباط/فبراير من العام الجاري، أعلن وزير الصحة البريطاني جيريمي هنت، أن الحكومة سوف تعمل ما بوسعها لتخفيض أعداد الوفيات التي نجمت عن وصفات طبية أو تقديم الأدوية الخطأ للمرضى. ويتبع ذلك الإعلان عن البحث الذي رعته الحكومة، والذي يشير إلى وفاة ما يصل إلى 22,000 شخص في البلاد بسبب الأخطاء الطبية، حيث يصدر عن العاملين في الطب والمستشفيات ودور الرعاية والصيدليات 237 مليون خطأ كل عام.
ويُدخل الأطباء الذين يسجلون في منصة “MediChain” حتى وإن كانوا من مستشفيات مختلفة أو المرضى أنفسهم الذين يستخدمون البطاقات الذكية، المعلومات إلى البلوكشين نفسها. وفي هذا الخصوص، يقول الطبيب بيكر:
“تصبح المعلومات جزءاً من سجل المريض غير المتصل بالسلسلة. حيث سيصبح المريض هو من يتحكم الآن، في حين سيتم تشارك المعلومات بشكل آمن بين الأطباء والمستشفيات والمرضى، وهذا من شأنه أن يخفض خطر صرف الأدوية الخطأ بينما يتم إنقاذ الأرواح التي تُخسر بلا داعٍ”
Comments are closed.