عرب بت – Arabbit على مدى نصف القرن الماضي، تحولت مدينة دبي نفسها من مدينة صحراوية صغيرة إلى مدينة ممتدة مكونة من 2.7 مليون شخص. حيث تطورت الحكومة حقًا بخطوات ثابتة في مجال التكنولوجيا. وفي الواقع، لقد أصابت مدينة دبي حمى التكنولوجيا بطريقة جادة. ففي وقت سابق من هذا العام، أعلنت المدينة أنها سوف تطلق سيارات أجرة ذاتية القيادة تحلق في السماء. ومؤخرًا، كشفت دبي النقاب عن نموذج “robocop” الخاص بها. وفي حين أن كل هذا كان مجرد خيال علمي ، إلا أنه أصبح في النهاية حقيقة واقعة، فمن الواضح أن مدينة دبي تتحرك وفقًا للخطة.
ومع النمو الهائل والتحديات اللوجستية (تدفق الموارد و المال و الطاقه…) الهائلة، كان على دبي أن تكون مبتكرة في استيراد المياه وإدارة الرعاية الصحية والتعليم والإسكان وحتى في بناء ناطحات السحاب الشهيرة، لمنعها من الغرق في الرمال الناعمة أو أن تتضرر من الرياح القاسية. وبذلك أصبحت الإمارة مدينة تنافسية بشكل عالمي، تجذب القوى الأجنبية الماهرة بشكل لا يصدق من جميع أنحاء العالم.
تاريخ مدينة دبي الغنية بالنفط
يمكن أن يعود النجاح الاقتصادي والنجاح في البنية التحتية في دبي إلى احتياطيات النفط الهائلة التي تملكها. ولكن الخليج العربي، الذي يحتوي على الجزء الأكبر من نفط العالم، ليس مكانًا سهلًا للحفر. وفي أعقاب خطى مدينة أبوظبي، اكتشفت مدينة دبي النفط في عام “1966” بعد سنوات من التنقيب. واعتمدت البلاد على التكنولوجيا المتقدمة آنذاك للوصول إلى احتياطاتها، وأدى هذا النجاح الباهر لمساعيها النفطية إلى ثروة هائلة للإمارة. بالإضافة إلى أن الاعتماد على النفط أدى إلى مواجهة بعض تحديات الخاصة. ونظرًا إلى أن احتياطاتها لم تكن محدودة مع الاعتراف بمسألة الاحتباس الحراري التي تلوح في الأفق، فقد خفضت دبي اعتمادها على النفط بشكل ملحوظ. حيث شكل النفط ما نسبته 24٪ من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد في عام “1990”، كما تخطط دولة الإمارات العربية المتحدة الآن للالتزام بنسبة 0٪ من ناتجها المحلي الإجمالي في المستقبل القريب. وبذلك فقد حفز هذا التحول الهائل مبادراتها التكنولوجية.
في عام “1999”، أطلقت دبي استراتيجية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي أدت إلى تطوير مدينة دبي للإنترنت. حيث إن مدينة دبي للإنترنت هي منطقة اقتصادية حرة داخل المدينة، والتي قدمت بدورها الحوافز الضريبية والجمركية لجلب عمالقة التكنولوجيا من جميع أنحاء العالم، وخلق محور للشركات الناشئة ذوات الفكر التكنولوجي. كما حققت مدينة دبي للإنترنت نجاحًا اقتصاديًا، حيث أطلقت البلاد أيضًا “مدينة دبي للإعلام “و “مدينة دبي للعلوم”، ومناطق اقتصادية منفصلة أخرى. وخلال إطار التزامها بالتكنولوجيا، أطلق الشيخ “محمد بن راشد آل مكتوم” مبادرة مدينة دبي الذكية في عام 2013. بينما شرعت المدينة في عدد من المشاريع التي تركز على زيادة السعادة والنمو، والتشغيل، في إطار نهج تعاوني بين القطاعين العام والخاص.
ومع أن المدينة تتمتع بالفعل بأكثر من “1000” خدمة إلكترونية من تأمين التراخيص ودفع الغرامات وتوقيع الاتصالات وأكثر من ذلك، إلا أن دبي بالفعل في طريقها إلى تحقيق إمكانياتها الذكية. ففي الآونة الأخيرة، أطلقت الإمارة إشارات المرور الذكية باستخدام إنترنت الأشياء -Internet Of Things” – IOT”، والاتصال بالإنترنت على نطاق واسع على نحو متزايد. بالإضافة إلى قطاع العقارات القائم على البلوكشين، وأكثر من ذلك. ومع كل هذه النجاحات، فإن مشاريعها الأكثر طموحًا لا تزال قيد التطوير.
التمحور حول تقنية البلوكشين
خلال تحقيق أحلام المدينة الذكية، تأمل مدينة دبي في إنشاء منصة تربط مواطنيها بالمواصلات العامة، وتقليل استهلاك الطاقة، وإنشاء مكتبات وموارد إلكترونية للطلاب، والسماح للشركات بتقاسم الموارد. بالإضافة إلى ذلك، تسعى دبي أيضًا إلى دمج حكومتها بكاملها باستخدام تقنية البلوكشين لزيادة الكفاءة والشفافية وتحويل اقتصادها. حيث قالت “عائشة بن بشر”، المديرة العامة لشركة سمارت دبي:
“نريد أن نجعل دبي أول حكومة قائمة على تكنولوجيا البلوكشين في العالم بحلول عام 2020.“
وقد أدت استراتيجية البلوكشين هذه إلى إنشاء يم كاش – “emCash”، العملة الرقمية الأولى التي يتم إصدارها من قبل الدولة، وهي خاصة بمدينة دبي. كما قال “علي إبراهيم”، نائب مدير اقتصاد دبي،
في بيان صحفي:
“تأسست عملة “emCash” الرقمية على أساس أحدث تقنيات البلوكشين، وهي عملة رقمية موجودة في محفظة “emPay”، والتي تم إطلاقها من قبل “Emcredit” لدعم المدفوعات عن بعد. بحيث تسمح محفظة “emPay” للمقيمين في الإمارات العربية المتحدة بدفع المبالغ المتنوعة التي ينفقونها بشكل يومي من القهوة والضرائب في مدارس الأطفال إلى رسوم المرافق والتحويلات المالية من خلال خيار الاتصال القريب المدى (NFC) في هواتفهم. ومع هذه العملة الرقمية، سيكون بإمكان مستخدمي محفظة “emPay” استخدام خيار العملة الرقمية الآمنة، مما يسمح للتجار بتلقي مثل هذه المدفوعات بشكل فوري دون المرور خلال أي وسطاء.”
ومن ناحية أخرى، ستكون عملة “emCash” بمثابة طريقة للدفع السلس و سهل التعامل للمدفوعات اليومية، والتي ستقوم بدورها بالحد من أوقات التسوية، والتكاليف، وزيادة المرونة والأمن. ومع إدخال هذه العملة الرقمية المشفرة الخاصة بمدينة دبي باستخدام تكنولوجيا البلوكشين، تحرز دبي تقدمًا هائلًا في مبادرة المدينة الذكية. ففي حين أنه لا يزال هناك ثلاث سنوات ونصف من الانتظار حتى تتحقق هذه الأهداف بالكامل، إلا أن تجارب دبي في عالم التكنولوجيا المالية سوف تكون بالتأكيد نموذجًا للمدن الأخرى التي تسعى للاستفادة من هذه التكنولوجيات الناشئة.
Comments are closed.