تأثير تكنولوجيا البلوكشين و البيتكوين على أمن الانترنت

عرب بت – Arabbit  ظهرت البيتكوين لأول مرة للعالم في عام 2008. حيث توقع معظم الناس حينها أنها ستكون مجرد تكنولوجيا جديدة من شأنها أن تجذب مجرمي الإنترنت. وسرعان ما ثبت عكس ذلك، لأنها أصبحت واحدة من أكثر التقنيات الخطيرة في العقد الماضي، فقد غيرت البيتكوين أشياء كثيرة، بما في ذلك أمن الإنترنت. فكانت للعملات الرقمية آثار إيجابية وسلبية على  أمن الإنترنت. وهنا بعض التغييرات الهامة التي أحدثتها عملة البيتكوين الرقمية والتي لا يمكن أن نغفل عنها.

 

البيتكوين، وهجمات الفدية والسرية

لقد كان عدم الكشف عن الهوية واحد من الأسباب الرئيسية في أن تصبح البيتكوين شعبية جدًا بين المستخدمين. ولسوء الحظ، فإن المجرمين يتمتعون بنفس هذه الخاصية كمواطنين ملتزمين بالقانون ولكن لديهم أسباب وجيهة لحماية خصوصيتهم. وبهذا جعلت البيتكوين من السهل على المجرمين أن يقوموا بغسيل الأموال الغير مشروعة. ومع العدد المتزايد من المتسللين الذين يستخدمون عملة البيتكوين في هجمات الفدية، فقد لاحظ الدكتور “سيمون موريس” سفير التكنولوجيا السابق للحكومة البريطانية، أن البيتكوين على ما يبدو سيشجع القيام بهجمات إلكترونية جديدة. كما قال موريس لصحيفة “The Guardian”:

 

“لقد كان المجرمون يستخدمون هذه العملة لشراء أجهزة مقابل 500،000 دولار كوسيلة لغسل الأموال. وما زلت إلى الآن أحاول استيعاب النطاق الواسع للفرص الجنائية والأموال التي يمكن إنتاجها وغسلها خارج سيطرة وكالات إنفاذ القانون والحكومات.”

 

ومن ناحية أخرى، فإن محترفي أمن الإنترنت يبذلون أقصى جهد للرد على التهديدات المتزايدة من هجمات الفدية تلك، التي تضاعفت ثلاث مرات تقريبًا خلال العام الماضي.

 

البيتكوين وانتشار تكنولوجيا البلوكشين

لقد بُنيت عملة البيتكوين الرقمية على تكنولوجيا البلوكشين، وهو نظام لامركزي يمكن أن يعالج العديد من مشاكل أمن الإنترنت. حيث تم إنشاؤه لمصادقة معاملات البيتكوين، ولكنه من ناحية أخرى، قد يكون المستقبل لتكنولوجيا أمن الإنترنت. فالمشاكل التي تواجهها أنظمة الأمن الحالية عديدة، ومن أهمها:

  1. سهولة تحديد الموقع.
  2.  إتاحة العديد من السبل للمتسللين لتنفيذ هجماتهم.
  3. إمكانية اختراقها من قبل المتسللين بسهولة.

ولكن الأمر مختلف بالنسبة للبلوكشين، فهو نظام لامركزي بشكل تام وهو نظام أكثر أمنًا بكثير. بحيث يعمل هذا النظام كقاعدة بيانات موزعة يتم تكرارها عبر شبكة كبيرة من أجهزة الكمبيوتر، وتقوم هذه الشبكة بتحديث قاعدة البيانات بشكل منتظم. بالإضافة إلى ذلك، لا يتم تخزين قاعدة بيانات البلوكشين في موقع واحد، وبهذا فإنه لا يمكن الوصول إلى هذه البيانات بسهولة مما يجعلها صعبة الاختراق. وبسبب هيكل بناء نظام البلوكشين، فإنه لا يمكن:

  1. – أن يسيطر عليه أحد.
  2. – لا يمكن تحديد نقطة ضعف معينة.

ولهذا فإنه يجري النظر في تكنولوجيا البلوكشين كحل للمشاكل في النظم الاقتصادية والقانونية والسياسية. فمع العقود والمعاملات والسجلات التي يتم تحديثها باستمرار وتوزيعها، سيكون بإمكان البلوكشين تمكين المشاركة والتعاون بشكل أكثر كفاءة. وما إن يتم حل هذه المشاكل، يمكن القول حينها بأن تكنولوجيا البلوكشين أكثر قيمة من عملة البيتكوين نفسها.

 

التقليل من تعرض العملاء للاختراقات الأمنية

إن أشهر الاختراقات الأمنية التي حدثت مؤخرًا والتي حدثت خلال العامين الماضيين، كانت قد تسببت بالكشف عن البيانات التالية إلى القراصنة:

  1.  الأسماء.
  2.  العناوين.
  3.  عناوين البريد الإلكتروني ومعلومات الاتصال.
  4.  معلومات بطاقات الائتمان.
  5.  معلومات الحساب المصرفي.
  6.  بيانات خاصة أخرى.

حيث يتم الاحتفاظ بهذه المعلومات من قبل كل منظمة تقريبًا تتفاعل مع العملاء بشكل رقمي. ولأن بعض تلك السجلات لم يتم تشفيره، فقد كان من السهل على المتسللين استغلالها. ولكن مع البيتكوين فإن هذه ليست مشكلة كبيرة، لأن العملاء لا يحتاجون إلى تخزين المعلومات المالية الخاصة بهم عند كل بائع أو تاجر. وكما قال “تريفور ميرفي”، كبير موظفي التكنولوجيا في “BitStash” لصحيفة “International Business Times” أن العلامات التجارية أيضًا لن تحتاج دائمًا إلى توفير معلومات الاتصال الخاصة بالموقع لأغراض المصادقة. وأوضح ذلك قائلًا:

 

“إن البيتكوين والحلول المماثلة لها تحل هذه المشاكل، لأنها لا تتطلب منا الفصح عن المعلومات الشخصية لمجرد القيام بشراء البيتزا مثلًا. حيث تتم كل معاملة مع أداة خاصة بحاملها لا تعطي المتلقي أي معلومات يمكن استخدامها أو القيام بسرقة دفعات في المستقبل، أو أي عملية احتيال من خلالها. فهي بمثابة الأموال النقدية، ولكن هذه مصممة فقط للقرن الـ  21، وللعالم الذي نعيش فيه الآن. فالبيتكوين تحمي المستهلكين من سرقة الهوية، وعمليات الاحتيال، كما تقلل من التكاليف الضخمة المرتبطة بمعالجة المعاملات، والتوسّع في الاقتصادات العالمية، وجلب أسواق استهلاكية جديدة ضخمة إلى اقتصاد متكامل للقرن الحادي والعشرين.”

 

ومن خلال توفير المزيد من الخصوصية للعملاء، يمكن للبيتكوين أن تقلل من العديد من أكبر المخاوف الناجمة عن الخروقات الأمنية.

 

تزايد تهديد أنشطة تتبع ورصد ما يكتبه المستخدم

بما أن البيتكوين تتيح للعملاء تخزين عملاتهم عن بعد في محافظ البيتكوين، بحيث لن يكون القراصنة قادرين على مهاجمة شبكة البلوكشين اللامركزية بسهولة، فإن الخيار المتاح أمامهم سيكون في محاولة استغلال الجهاز الخاص بالمستخدم. وهناك طريقة واحدة بالنسبة لهم للقيام بذلك وهي تثبيت برامج “keylogger” التي يمكن أن تساعدهم على تتبع ورصد ما يكتبه المستخدم وتحديد رموز محفظة البيتكوين الخاصة به. ومن هنا يجب أن يكون أعضاء شبكة البيتكوين على علم بهذه المخاطر وأن يتخذوا جميع الاحتياطات اللازمة ضد هذه التطبيقات.

 

تأثير البيتكوين على أمن الإنترنت

قبل بضع سنوات من الآن، كان من الممكن رفض البيتكوين لاحتمال كونها خدعة. ولكن اليوم، فإن العملات الرقمية والتكنولوجيا التي بُنيت عليها تقوم بتغيير دائم للمشهد الرقمي. حيث يحتاج خبراء أمن الإنترنت إلى فهم تأثير البيتكوين على مهنتهم وكيف يمكن أن تؤثر على أعمالهم أيضًا.

ــــــــــــ
المصدر: Incapsula

Comments are closed.