عرب بت – يعد تداول عملة البيتكوين والعملات الرقمية البديلة الأخرى بمثابة نهر هائج. فهي لا تتوقف وتتغير بسرعة كبيرة، وغالباً ما تكون مصحوبة بأحداث متعاقبة كبيرة. وإذا سبحت عكس التيار، فإنك قد تختفي وتتلاشى تماماً. ومن أجل تحسين مهارات التداول لديك وتحسين فهمك للسوق، فإنه من الأفضل أن تتعلم من أخطاء الآخرين. ومما لا شك فيه، أن الأخطاء يتم ارتكابها أيضاً طوال الوقت، وقد تم الاستفادة منها لتقديم هذه النصائح.
أوامر الشراء والبيع – كيف توظف الأوامر بشكل صحيح
دعونا نناقش الطريقة الحالية لاستخدام أوامر الشراء والبيع. حيث يتم تحديد قيمة العملة الرقمية استناداً إلى آخر معاملة تُنفذ عند نقطة الالتقاء بين البائع والشاري، أو وفقاً لقوتي العرض والطلب. ويتم ترتيب أوامر هاتين القوتين في جدول، والمعرفة باسم”Order book“. وفي مجال العملات الرقمية، يتعلق الأمر برمته بمستوى التقلب. وعلى هذا الأساس، فإنك عندما تدخل كتاجر، من المستحسن أن تضع مستوى للبيع حتى تحصد الأرباح. ولكن بدلاً من ذلك يمكنك أن تطمح إلى جعل هذه العملية ناجحة، من خلال تحديد مستوى وقف الخسارة “Stop Loss” لتخفيف الخسائر قدر الإمكان. ولكن كيف يمكننا أن نعرف بالضبط أين نضع هذه الأوامر؟ من أجل التعرف على مناطق المقاومة والدعم، علينا أن نبدأ بتحليل الرسم البياني في أبسط مستوياته. ونحن نحدد النقاط حيث يمكننا أن نحصد الأرباح (مستويات المقاومة)، بينما نحدد في الوقت ذاته أيضاً مستويات الدعم. ومن خلال العودة إلى الأوامر، سوف نجد المستويات المثلى التي يمكننا أن نوظف هذه الأوامر على أساسها. ولاحظ أن الوقت الذي تنهار فيه مستويات الدعم، هو الوقت الذي يجدر فيه تخفيف الخسائر.
تحديد مستويات البيع لجني الأرباح: من خلال استخدام أوامر الشراء والبيع المتاحة، نستطيع أن نحدد مناطق المقاومة التي حللناها سابقاً. ومن المحتمل في مجال المقاومة أن تكون إمدادت ضخمة (“جدار” من أوامر البيع) متواجدة حول هذه النقاط. والخدعة هي وضع مجموعة أوامر البيع خاصتنا تماماً خطوةً واحدةً إلى الأمام، وبسعر أقل قليلاً، وذلك حتى إذا ما بدأ الطلب بالابتعاد عن جدار العرض –ستكون أوامرنا وضعت أساساً في نصابها وبيعت بأرباح.
تحديد مستويات وقف الخسارة لتخفيف الخسائر: نستطيع أن نتعرف من خلال الأوامر على نقاط الدعم و التي حللناها سابقاً هي الأخرى. وإنه لمن المحتمل عندما نكون داعمين أن نشاهد طلباً كبيراً (“جدار” من المشتريين) حول هذا النطاق. وهذه أفضل منطقة لوضع أمر إيقاف الخسارة، رغم أنه يجب أن يوضعه عند مستوى يدنو بشيء قليل من منطقة الطلب العالي. وسوف يصل الباعة إلى أمرنا هذا فقط إذا ما تمكنوا من تخفيض الأسعار وانهيار على هذا الأساس “جدار” المشترين. حيث يعمل “جدار” المشترين بطبيعة الحال كمستوىً لتأمين الحماية لأمرنا.
والآن هل من الممكن وضع أمري “أخذ الأرباح” و”إيقاف الخسارة” في وقت واحد؟ إعتباراً من وقت كتابة المقال، وباستثناء بعض منصات التداول التي تستند إلى الاستدانة أمثال “Bitmex“، فإن منصات التداول الحالية لا تدعم وضع الأمرين في آن معاً. وإذا ما توفر هذا الأمر، يمكننا أن نضع إيقاف الخسارة للتجارة ومستويات الأرباح التي يمكن تحصيلها، مخفضين بذلك من فرصة حدوث خسارة كبيرة. وحتى يصبح هذا الخيار ممكناً، سوف نستقر على ما نملكه بين أيدينا في الوقت الحالي.
تحليل الرسم البياني: العملات الرقمية البديلة VS البيتكوين VS الدولار
تتمتع العملات الرقمية البديلة الرئيسية بمعظم حجم التداول مقابل الدولار. ولهذا السبب، ينبغي تحليل رسوم هذه العملات البيانية ومقارنتها بمنحنيات البيتكوين البيانية ومنحنيات الدولار. وإذا ما قمنا بتحليل قيمة البيتكوين وحدها، فسوف تغيب عنا بلا شك فترة وصول سعر الإثيريوم تقريباً إلى 300 دولار (ما يعيد ذكرى ارتفاع البيتكوين إلى 300 دولار في 2015). ففي الوقت الحالي، يتم تداول الإثيريوم عقب شهر من الآن عند أكثر من 1.000 دولار لكل إثير واحدة.
استهداف عواطف المتداول
هناك قاعدة غير قابلة للكسر في التداول؛ تقول أنه يجب ألا تشرك عواطفك أبداً في التداول التجاري. وهذه قاعدة أساسية لأي شخص يقوم بالتداول في أي فترة كانت، ولكنها تنطبق بصفة خاصة على أولئك الذي يتداولون على المدى القصير. تخيل شراء البيتكوين وفقاً لاستراتيجية متوسط تكلفة الدولار: لنقل أن سعر البيتكوين انخفض بنسبة 40% في ثلاثة أيام. فماذا الآن؟ يبدو جلياً أن الوقت قد حان لشراء حصة ثانية من العملة وفقاً (لمتوسط تكلفة الدولار) ومتوسط سعر دخول التداول الأولي. ولكن، بدلاً من ذلك، يخاف المعظم من لحظة الخوف الشديد التي تصاحب الانخفاض، مما يجعلهم يتراجعون عن إكمال عمليات شراء حصة ثانية. لماذا يحدث هذا الأمر لنا؟ يترجم ذلك في كلمة واحدة – العاطفة. وتتراوح العواطف – في هذه الحالة- حول الخوف من الخسارة، وهو ما يؤثر علينا ويعرقل تماماً خطة إقدامنا على اتخاذ قرار. وإذا كنت أحد هؤلاء (نعم، أقصد الأغلبية) الذين لا يبتاعون حصة ثانية في المثال السابق الذكر – فعليك أن تأخذ بالاعتبار مستقبلك كمتداول في مجال العملات الرقمية بشكل خاص. ويعد تغلبك على عواطفك أمراً شديد الأهمية أيضاً بعد عملية تداول غير ناجحة، أو عقب بيعك عملة أصبحت أسعارها في الأعالي مباشرةً بعد بيعك لها. وخلاصة القول، لا تندم على ربح خسرته ولا تشعر بالذنب إزاء الصفقات التجارية التي خسرتها. فقط قم بوضع خطة تصرف مع مجموعة من الأهداف، واعمل على أساسها – وكأنك جهاز كمبيوتر مبرمج سابقاً. فالبشر ليسوا مخلوقات منطقية في كل وقت.
التوصية بمثل هذه الخطط: عليك تحديد بعض الأوامر التي تستهدف البيع، وبالنظر إلى وصول العملة إلى هدفها الأول، عليك أن تغلق على نصف ما تملك. وفي الوقت ذاته، ارفع مستوى “وقف الخسارة” إلى مستوى الدخول الأولي (حتى لا تخسر نهائياً). وكهدف ثانٍ، عليك أن تغلق صفقة الجزء الإضافي الذي تملكه. والآن، يغلب الظن أنك ستتداول بربع ما تملك، حتى وإن كان ذلك يشمل الأرباح وحدها. وعند هذه النقطة تصبح لعبة الأرباح لا محدودة. حيث لن تصبح العملات التي تضخ ما يقارب 2.000% في أسبوعين مشهداً نادراً في عالم العملات الرقمية. وعندما تتلاهب أرباحك – سوف تكون في مكان آمن من جهة، في حين سيصبح التداول أسهل بكثير من جهة أخرى.
ما ينخفض ليس بالضرورة أن يرتفع مجدداً
هناك مشكلة شائعة إضافية تكمن في البحث عن العملات المنهارة، وفقاً لقيمتها مقابل البيتكوين، على أمل أن تعود إلى أسعارها المجيدة السابقة في نقطة زمنية معينة. ومن هنا، هاكم خبراً عاجلاً –هناك عملات على بعد سنوات ضوئية من أن تصل مستويات ذروتها. خذ عملة الـ Aurora على سبيل المثل: ففي آذار/ مارس لعام 2014، تم تسجيل السعر الأعلى على الإطلاق عند سعر 0.14 مقابل البيتكوين. واعتباراً من وقت كتابة هذا المقال، يتم تداول عملة Aurora بأسعار أقل بنسبة 99.9% -عند 0.00014 مقابل البيتكوين. وبهذا هل تتوقع أن ترتفع لمستوياتها السابقة مجدداً بمقدار 1000 ضعف؟ لا يمكن أن نعلم ذلك مطلقاً. ولن تستطيع بالتأكيد أن تفترض أن انخفاض العملة عن سعر ذروتها أمر يشكل فرصة أكبر للشراء. كما أن هناك العملات التي تختفي وتخرج ببطء من التداول المستمر–وهو سيناريو يستحق النظر فيه (خاصة مع القيمة والحجم المنخفضين للعملات الرقمية البديلة).
الوقت هو المال
يعادل أسبوع واحد في سوق العملات الرقمية 3 أشهر في بورصات رأس المال التقليدية، من حيث الأحداث والحوادث. وعلى المرء الذي يريد أن يقفز في المياه العميقة لتداول العملات الرقمية أن يتتبعها ليس فقط بشكل يومي، وإنما ساعي أيضاً. وبالإضافة إلى ذلك، عليك أن تأخذ بالاعتبار الوقت الذي تم استثماره في هذه العملية. فأحياناً سوف تستفيد من كونك مستثمراً طويل الأجل، أكثر من المتداولين اليوميين. وبالمناسبة، كونك متداول يومي لا يعني بالضرورة أن عليك الالتزام بالبيع والشراء والتداول يومياً. حيث يمكن أن تبلغ عمليات التداول وجهتها في غضون دقائق معدودة، ومن الممكن ان تستغرق أشهر أيضاً. وعلى هذا الأساس، فكر بالوقت الذي يمكن أن توفره لدراسة وتعقب السوق. وتذكر أن الوقت له تكلفته الهامشية، أو بكلمات أخرى –أن عليه علامة سعرية. وفي حال قررت أن تضع وقتك وجهدك في التداول اليومي، فإنه من المفضل أن تبدأ بمبالغ صغيرة وتختبر أداءها قبل أن تزيد حجم الأموال التي تستثمرها. وهذه أيضاً ميزة إضافية من مزايا العملات الرقمية –وهي إمكانية التداول بمعاملات صغيرة. وعلى عكس سوق رأس المال، فإنك عندما تضع عينك على أسهم شركة “أبل” على سبيل المثال، عليك أن تشتري الحد الأدنى من الأسهم والتي تعادل بضعة آلاف من الدولارات، في حين أنه يمكنك أن تنفذ معاملات ببضعة سنتات في عالم العملات الرقمية.
الخطأ الأول: شراء عملة الريبل- على سبيل المثال- لانخفاض سعرها مقابل الاثيريوم
يكمن خطأ شائع بين المبتدئين في النظر إلى سعر عملة رقمية أكثر من قيمتها السوقية. حيث يعد هذا بمثابة تقييمك لشركة من خلال أداء قيمتها السوقية، والتي تحتسب من خلال ضرب عدد الأسهم في سعر السهم الواحد، لذا يجب تنفيذ الأمر نفسه مع العملات الرقمية البديلة. وذلك بضرب عدد العملات الموجودة في دورة زمنية بسعر العملة. وبالنسبة إلى العملة منخفضة السعر مثل الريبل، هناك تأثير نفسي وحيد على المشترين. فليس هناك من فرق بين كونها تعادل دولاراً واحداً، بوجود مليار عملة منها في السوق، أو كونها تعادل آلاف الدولارات بوجود مليون وحدة منها. ومن هذا المنطلق، منذ هذه اللحظة يجب أن نتفحص العملات الرقمية بهدف الاستثمار من خلال موقع “CoinMarketCap“، والنظر بشكل رئيسي إلى الرقم الأكبر وهو القيمة السوقية للعملة، ومن ثم التركيز على سعر العملة.
الخطأ الثاني: لا تضع كل البيض في سلة واحدة
إن أسعار العملات الرقمية أمر يصعب توقعه. فعند جني الأرباح بمئات النسب المئوية، سوف يبقى الحال كذلك إلى أن تخسر البيتكوين قيمتها مقابل الدولار الأميركي، فتسلك باقي العملات البديلة طريقها. وتظهر الحسابات البسيطة أنه حتى مع الاحتفاظ بجزء من المحفظة بالعملات الرقمية البديلة، مثل الإثيريوم واللايت كوين، لن تتمكن من الهروب من الانخفاض الذي يلحقها عقب انخفاض البيتكوين .
ففي 2015 وبداية 2016، أثبتت البيتكوين صلابتها –بقدر ما أمكنها أن تكون- بحيث تراوحت حول سعر 300 دولار، وكانت اللعبة آنذاك هي تداول العملات الرقمية البديلة من أجل كسب المزيد من البيتكوين. وكان من المتوقع أن تنمو البيتكوين إلى مستويات أعلى في المستقبل. ويزيد امتلاك الأصول ذات القاعدة المتقلبة أمثال البيتكوين، من حاجتنا إلى مقارنة أداء محفظتنا من حيث قيمة البيتكوين والقيمة بالدولار الأميركي. فقد خفض العديد من المتداولين أعداد البيتكوين التي يملكونها خلال العام الماضي على الرغم من أنها تمتعت بغلة دولارات جيدة. وقد صنع نمو البيتكوين الكثير من المال لسوق العملات الرقمية، مما تسبب بازدياد القيمة السوقية الإجمالية بمقدار 30 مرة خلال العام الماضي! وكمتداول، فإنه عليك أن تحتفظ بالبيتكوين كأصل أساسي، ولكن عليك أيضاً ألا تنسى قيمة الدولار، وأن تجني الأرباح في بعض الأحيان. وعليك دائماً أن ترى الصورة الأكبر –فالعملات الرقمية مجرد عجلة واحدة لخيارات الاستثمار خاصتك. فهناك أيضاً أسواق الأسهم، والعقارات، والسندات والعديد من الفرص الاستثمارية الأخرى. ومن المهم أيضاً توزيع الأخطار على حافظات العملات الرقمية، وكذلك في حافظات الاستثمارات برمتها.
الخطأ الثالث: البيتكوين ارتفعت كثيراً، لذلك سأشتري اللايت كوين
كما ذكرنا سابقاً، هناك طريقتين لاختبار الاستثمار في العملات الرقمية البديلة –مقابل البيتكوين والدولار الأميركي. وهذا خطأ شائع بين هؤلاء الذي لم يلحقوا بقطار البيتكوين، والذين يريدون بيع العملات الرقمية الأخرى نقداً. حيث ينبغي على هؤلاء المستثمرين أن يدرسوا الاستثمارات المستندة إلى الدولار بحكمة، في ضوء أنهم يتبادلون الدولارات الأميركية أو العملات الورقية الأخرى من أجل شراء العملات الرقمية (بدلاً من الشراء بالبيتكوين التي يملكونها بين أيديهم).
وفيما يخص الحكمة المتعلفة بالأسعار مقابل البيتكوين، فإن الافتراض الأول الذي يفيد بأن قيمة العملات الرقمية البديلة تنخفض مع ارتفاع قيمة البيتكوين؛ هو افتراض صحيح. وكملاحظة جانبية: إن الأمر ليس صحيحاً في كل الأوقات؛ فعندما حظرت الصين منصات تداول العملات الرقمية، تدفقت الأموال إلى خارج العملات الرقمية جميعها –وتراجعت البيتكوين في حين تراجعت العملات الرقمية البديلة أكثر.
أما بالنسبة إلى الحكمة المتعلقة بالأسعار مقابل الدولار، فكما ترى –فقد ارتفعت أسعار اللايت كوين مع البيتكوين (ولكن بنسبة أقل). وهذا يعتبر بمثابة تذكير بالأغلبية التي قالت أن “البيتكوين ارتفعت بشكل عظيم، لذلك سأشتري اللايت كوين“، الذين اشتروا اللايت كوين بالعملات الورقية (أو بالتحول إلى البيتكوين ومن ثم إلى اللايت كوين –وهو الأمر نفسه). ومع ذلك، وبالتعلم من الرسم البياني، فعندما تنخفض قيمة البيتكوين، سوف تنخفض قيمة العملات الرقمية البديلة مقابل الدولار الأميركي (على الرغم من أن الانخفاض سيكون أقل كنسبة مئوية، لكنه انخفاض في نهاية المطاف).
في النهاية
يعترف المتداولون الجيدون بأخطائهم، والأكثر أهمية أنهم –يحللونها ويتعلمون منها، وبالتالي يحسنون مهارات فهمهم للسوق. فأي نوع من المتداولون أنت؟ هل وجدت نفسك في أي مكان في هذه المقالة؟
Comments are closed.