ظلام محيط بالعملات الرقمية؟ الأمر يعتمد على الصورة الأكبر!

عرب بت – هناك حمام دم ملحمي يجري حالياً بين أسواق العملات الرقمية، حيث لا يوجد عملة آمنة حالياً. فلم يحدث انخفاض وانحسار في الأسواق بهذا الشكل منذ عام 2013.

فقد أصبح الناس يشكون من السلبية والصراع الأخير، على الرغم من أن بعض التحليلات تُظهر أن العلاقات قد تتحول. ومع ذلك، كل هذه “المشاكل” بشأن التنظيم ليست ذات أهمية كبيرة، فلا يجب الاهتمام إلا بالأمور والنظرة الأوسع للسوق على المدى البعيد. فالجميع يحبون أن يعرضوا الرسم البياني للعقلية المترقبة وخاصة تلك المتعلقة بفقاعة الانترنت. دعونا ننظر للأمور نظرة أشمل بدلاً من ذلك:
مركب “Nasdaq”:
2015-1995 

إذا كنت تتحلى بالصبر فعلاً، فهناك بالتأكيد احتمال مثير للاهتمام للنجاح. وسنحاول في هذه المقالة معالجة بعض الركائز الأساسية التي تعطي الثقة للاعتقاد بأن العملات الرقمية قد تعاني من مصير مختلف. ولكن رجاءاً أن تأخذ بعين الاعتبار: أنه على الرغم من التفاؤل، لا يزال هناك شيء واحد مؤكد، ألا وهو إذا لم نتعلم من أخطاء الماضي، لن نحقق نتائج مختلفة. ومن أجل فهم السبب وراء اعتبار العملات الرقمية استثماراً أكثر أماناً من الأسهم التقليدية، يتوجب طرح سؤالين.

شبكة المعلومات

لقد كانت شبكة الانترنت من أهم الاختراعات في القرن الماضي كما تعلمون جميعاً. حيث قامت بدمج الناس والشركات معاً والسماح للاتصالات الفورية ليتم إرسالها من أي مكان في العالم. وتطورت شبكة الانترنت حتى أصبحت اليوم شيئاً مختلفاً تماماً. وأعتقد أنها نظام بيئي غير مفهوم بشكل صحيح من قبل الشركات التي تعيش قبالة مستخدميها. حيث تعتبر الشركات مثل؛ “Uber“، و”Facebook“، و”Airbnb“، شركات “تخريبية“. لأنهم قاموا بحل مشكلة! وأعطوا المستخدمين القدرة على العودة من خلال حرية التعبير الكاملة وحرية الاختيار الكاملة. فالآن، يمكن لأي شخص الاستيلاء على سيارة والحصول على المال من خلال استخدام السيارة لتقديم خدمات القيادة للناس، وماذا عن إيجار غرفتك للغرباء مقابل المال؟ ويمكنك ذلك أيضاً من خلال التعرف على أشخاص جدد بالإضافة لمبلغ الإيجار. فالقدرة على اختيار الأشخاص المزودين لخدمات ايجار الغرف والسكن وخدمات التنقل في السيارة يعطي شعوراً أكبر بالحرية مقارنةً باختيار سلاسل الفنادق الكبيرة أو شركات سيارات الأجرة. فهل هذا حقاً أمر تخريبي؟ لا.

الشيء الوحيد الذي فعلته تلك المنصات؛ هو أن تكون وسيطاً بين طرفين يحتاجان إلى التوصل إلى توافق في الآراء. فبالنسبة لشركة “Uber“، التوافق في الآراء يكون على سعر السفر لمسافة معينة. أما بالنسبة لشركة “Airbnb” فالتوافق في الآراء يكون على الرسوم والشروط لشخص ما للبقاء في منزل شخص آخر. الأمر بسيط، أليس كذلك؟

لذا فإن أكثر التقنيات تخريباً في جميع أنحاء شبكة الانترنت إلى جانب منصات الاتصالات؛ هي الأكثر أهمية والتي لا تراها، مثل القدرة على إرسال المعلومات دون الحاجة إلى طرف ثالث، فأنت لا تحتاج إلى مكتب البريد لإرسال رسالة. وما نعنيه هو أن أفضل جزء من الانترنت هو البروتوكول. حيث يمكن تحويل معظم أنواع البيانات إلى وحدات البايت، وتحويل تلك السلسلة إلى أوامر برمجية وإرسالها عبر الشبكة إلى نظير آخر ليتلقاها، ومن ثم فك الرسالة في النهاية لتكون قادراً على فتح محتواها.
هل يبدو الأمر مؤلوفاً لك؟

انترنت المال

تُعد العملات الرقمية نقود الند للند الرقمية. حيث يكون لديك عنوان الإرسال الذي يرسل X من العملات الرقمية إلى عنوان آخر. ويتم إرسال هذه العملات الرقمية في تجزئة تم ترقيمها بواسطة خوارزمية التجزئة، حيث تحصل العقدة التي تحل آخر قطعة من اللغز على جائزة لها فقط. وبما أن العملات الرقمية ليست سوى رسائل مخزنة في قاعدة بيانات-وهي  دفتر الحسابات المزوع- إذاً يمكننا اعتبارها بروتوكولات. ليس جميعها بالتأكيد، وإنما العملات منها (وليس الأصول). على سبيل المثال، إذا كانت البيتكوين بروتوكولاً، فإنها مجرد رسالة، مثل الكثير من بروتوكولات الإنترنت IPv6. أي أنها عبارة عن حزمة من البيانات المرسلة عبر شبكة البلوكشين التي تقوم العقد فيها ببساطة بالتحقق من الصحة وبالتالي إجراء المعاملات وتوليد الكتل. وبهذا تقوم بتأمين دفتر الحسابات الذي هو غير قابل للتغيير.

والنقطة الأهم في هذا المفهوم هو القضاء على الوسطاء. حيث يتوقف الناس عن الحاجة إلى مؤسسة طرف ثالث للتحقق من صحة المعاملات وتخزين القيمة، وجميع هذه الميزات هي جزء من تقنية البلوكشين. حيث إن القوة الحقيقية لدفاتر الحسابات الموزعة هي القدرة على تحقيق توافق في الآراء بين طرفين، بحيث تمثل الطرف الثالث بالعقد التي تؤمن دفتر الحسابات. ويمكن لأي شخص إعداد عقدة وتشغيل البلوكشين. لذا فإن معظم العملات الرقمية تحل مشاكل لم تحلم بها أي شركة إنترنت على الإطلاق. ولا تنسى أن أي تكنولوجيا جديدة تعاني من عمليات دعائية مفرطة.

ومن ناحية أخرى، هناك أمور أخرى مثيرة يجري تطويرها في العديد من مجالات التكنولوجيا المختلفة. ولكن كل منهم دون استثناء، يعتمد على شيء واحد ألا وهو المال. وهذا هو السبب وراء حقيقة انتهاء أحداث مثل حياد الإنترنت، لأن المال دائماً يتحدث بصوت أعلى من السبب. فإذا لم تحارب المنظمات القادرة على التأثير في الحركة على شبكة الإنترنت، عندها ستكون محكوماً بشبكة فاشلة.

نسنتتج من ذلك…

بكون العملات الرقمية “انترنت المال” وبسبب حقيقة أن البيتكوين لن تفقد كل قيمتها طالما هناك عقدة واحدة على الأقل قيد التشغيل، ستكون العملات الرقمية -على الأرجح- التكنولوجيا الأكثر تأثيراً خلال العقود القليلة المقبلة. وإذا كنت تفكر حقاً في مدى عمق هذا التغيير في العقلية؛ يجب أخذ التالي بعين الاعتبار:
لماذا تستخدم شبكة لا تقدم لك مكافأة مقابل مشاركة البيانات الخاصة بك؟
ربما لا تملك الشركات هذا ولكنك انت من يملكه.

ــــــــــ
المصدر: CCN

Comments are closed.