خوارزمية الإثبات عن طريق الحصص “Proof of Stake” تلوح في الأفق لتشكل نقطة تحوّل في عالم العملات الرقمية

عرب بت – يستخدم نظام التعدين المعتمد على خوارزمية الإثبات عن طريق العمل “Proof of Work“، (البروتوكول الذي يدعم البيتكوين والعديد من العملات الرقمية الأخرى)، قدراً عظيماً من الطاقة يقارب ما تستخدمه دولة الدنمارك. وهي عملية مكلفة وطويلة، في الوقت الذي تكافح فيه شبكة البلوكشين التقليدية مع ازدياد قاعدة المستخدمين.

وهذا يعود إلى أن كل معاملة تحتاج إلى التعدين على أجهزة كومبيوتر قوية كي تستطيع حل المشاكل الحسابية المعقدة. وهي عملية تضمن أمن الشبكة، بينما تحد من الانفاق المزدوج وغيره من العمليات الرقمية الخبيثة. ورغم فعاليتها، فإن عدم كفاءة استخدام هذه العملية للطاقة أمر مذهل حقاً. وليس هذا كل شيء، فمع احتياج كل معاملة إلى عملية تأكيد طويلة، لا تستطيع البلوكشين التوسع بسهولة في ظل انضمام المزيد والمزيد من المستخدمين إلى الشبكة. وبالتالي فإن معاملات البيتكوين الآن بطيئة ومكلفة بشكل لا يطاق، مع تراكم المعاملات في انتظار عملية التحقق.

وتعاني الإثيريوم أيضاً المشكلة نفسها. فعلى الرغم من أن الشركة تستطيع الآن معالجة قرابة 15 معاملة في الثانية الواحدة، بشكل يفوق بكثير شبكة البيتكوين، إلا أننا نحتاج إلى أن ننظر فقط إلى الهوس الأخير بتطبيقات “CryptoKitties” المستندة إلى البلوكشين حتى نرى التأثير المزعج لحمولة الشبكة المرتفعة. وبطبيعة الحال، تتراكم المعاملات بسرعة كبيرة في حين ترتفع أسعار المعاملات بشكل هائل أيضاً، حيث حارب المستخدمون ليتم تضمينهم في الكتلة المقبلة. وبالنظر إلى أن خوارزمية الإثبات عن طريق العمل “Proof of work” تشهد تقييداً شديداً، يبدو أنه من المستحيل على حالات استخدامها في  العالم الحقيقي أن تنجح. ففي الواقع، تعالج الفيزا وغيرها من الشبكات الأخرى آلاف المعاملات في الثانية الواحدة، وفي حال كان المراد من المشاريع حديثة النشأة في العالم الرقمي أن تتنافس، يجب أن يتغير شيء ما بهذا الشأن.

إدخال خوازرمية “Proof of Stake

يهدف فيتالك بوتيرين، العقل المدبر لنظام الإثيريوم، إدخال ما يعرف بخوازرمية “Proof of Stake” هذا العام. ويعرف اسم التحديث المراد للشبكة باسم “Casper“، والذي يَعد بأن يحدث تغييراً في  عالم العملات الرقمية. فبدلاً من وسائل التعدين القوية التي تتحقق من المعاملات على الشبكة، سوف يتمكن المستخدمون من تخصيص الإيثر خاصتهم كحصص. وإذا ما مارس هؤلاء أعمالهم بصدق، مؤكدين معاملات مشروعة، سوف تتم مكافأتهم بفائدة تتناسب مع حصصهم. أما في حال تصرفوا بطريقة مريبة وخبيثة في محاولة لغش النظام، فسوف يخسرون حصصهم. ويعد فاليد زامفير، رئيس المطورين، وراء تحديث “Casper“، والذي بدأ العمل على التحديث في عام 2014. وقد وضع “Casper” على بلوكشين الاختبار البديلة للإثيريوم منذ كانون الثاني/ يناير، ويتطلب الآن وجود 1.500 إثير للمشاركة. ومن المحتمل أن ينخفض هذا الرقم عندما يتم إطلاق ما يسمى بالـ “Mainnet“، وإذا كنت قلقاً من أن تبقى غير قادر على المشاركة، فلا تقلق! حيث ستعمل تجمعات الحصص بشكل مشابه لتجمعات التعدين، فيكون بإمكان المستخدمين جعل مواردهم في مكان واحد وتقاسم المكافآت.

الاقتصاد

يمكن لـ “Casper” أن يحدث تغييرات هائلة في نموذج الإثيريوم الاقتصادي، وبالتالي سعر الإثير أيضاً. فلن تتحقق المعاملات بشكل أسرع وحسب، مع إمكانية نمو الشبكة وحماية مستخدميها، وإنما سيساعد أيضاً في زيادة المجموع الكلي للإثيريوم المتاحة حالياً. وفي الوقت الراهن، يتم توليد إيثر جديدة من خلال عملية تعدين تشابه تلك الخاصة بالبيتكوين. ومع “Casper“، ستتم مكافأة أصحاب الحصص من رسوم المعاملات المولدة. فوجود كميات ثابتة من الإيثر يعني عدم وجود تضخم. وبالإضافة إلى الطلب المتزايد الذي سيولده “Casper“، يمكننا أن نتوقع زيادة في الأسعار بسبب شراء المستخدمين وتخزينهم للإيثر.

ومع هذا التغيير، هل سنتمكن من مشاهدة الأسطورة تصبح حقيقية، مع إطاحة الإثيريوم بالبيتكوين لتصبح هي نفسها العملة الرقمية الأكثر قيمة في العالم؟ يتعين علينا أن ننتظر لنشاهد ذلك.

زيادة الرهانات

ربما يكون هذا التنبؤ ضيق التركيز في ضوء أن الإثيريوم ليست وحدها من تجذب الانتباه من خلال خطط لإدخال خوازرمية “Proof of Stake“. ففي الأسبوع الماضي، حدّثت عملة كاردانو خارطة الطريق خاصتها، واضعةً خططاً للتحول إلى نموذج Proof of Stake في الربع الثاني من العام. وتأمل كاردانو، التي ابتكرت على يد مطور الإثيريوم تشارلز هوكينسون، أن تعالج مشاكل البلوكشين العديدة من خلال التركيز على البحث الأكاديمي والرقابة الشديدة.

وفي الوقت ذاته، تتهرب مشاريع أخرى من قيود نظام “Proof of Work” بطرق مختلفة تماماً. بحيث تتحرك تكنولوجيا الأيوتا، التي وضعها ديفيد سونستيبوس في المقدمة، بعيداً كلياً عن البلوكشين. وبدلاً من ذلك، يوفر البروتوكول نظاماً يتم فيه ترتيب المعاملات في مجموعة متشابكة، تسمى “Directed Acyclic Graph“، بحيث تعمل كل معاملة على التحقق من المعاملات الأخرى. كما تطرح التكنولوجيات الجديدة كماً من الأسئلة عما تختلف فيه عن أنظمة “Proof of Work” قديمة الطراز، موفرةً حلولاً مختلفة لمشاكل الكفاءة. وتعتبر خوارزمية “Proof of Stake” إحدى المرشحات في هذا السباق، ويمكن لهذا العام أن يكون سبباً في عظمتها أو دمارها.

وفي حين أن قيود أنظمة الـ “Proof of Work” موثقة بشكل جيد، يواصل الكثيرون وضع ثقتهم في بروتوكولات مثل شبكة البيتكوين. ولا بد هنا من الإشارة إلى التطورات التي تحدث داخل هذه الأنظمة تتقدم بشكل جيد، مع وجود شبكة “Lightning” وحجم الكتل في هذه المنافسة. ومع ذلك، إذا ما كانت هذه التحديثات ستعالج فعلاً قيود أنظمة “Proof of Work” أم لا، فإن هذا لا يزال أمراً منظوراً، مع وقوف المشاريع الأخرى بلا حراك أيضاً.

ــــــــــ
المصدر: CCN

1 Comment
  1. Mohamad says

    هلا في عملة اسمها xby عم يشتغلو على نفس لمشروع وعم يحاولو ياخدو براءة اختراع فيه
    https://www.reddit.com/r/XtraBYtes/comments/7loffb/welcome_to_xtrabytes_read_this_first_for_more/?utm_source=reddit-android

Comments are closed.