هل ستحتضن روسيا النسخة الرقمية من عملتها المحلية “الروبل” ؟

 عرب بت – في حين تواصل عملة البيتكوين رسمياً كونها غير قانونية في روسيا، احتضن الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” تكنولوجيا البلوكشين في عام 2017 عقب اجتماع شهير بمنشئ عملة الاثيريوم “فيتاليك بوتيرن”. وقد سمعنا في الصيف الماضي بعض الشائعات عن عملة الروبل الرقمية، ولكن لم تكن هناك تفاصيل كافية عن الأمر. واليوم، أصبح لدينا المزيد من التفاصيل، ولا تزال هناك أطنان من الأسئلة التي تحتاج إلى إجابة.

ووفقاً لهذا المنشور في “كوين تيليغراف”، أعلنت الرابطة الروسية للعملة الرقمية والبلوكشين (RACIB) أن الروبل الرقمية سوف يتم تقديمها بحلول منتصف عام 2019. وتبقى المشكلة أن المؤسسة الروسية، بما فيها بوتين نفسه، تواصل كونها متحفظة جداً إن لم تكن صريحة في عدائيتها في نهجها الخاص بالعملات الرقمية. وقد كان مشروع القانون المتعلق بالعملات الرقمية، والذي اقترحته وزارة المالية أخيراً في وقت سابق من الشهر الماضي، سيئاً للغاية .

 

دخول الأسطورة روسيا

باختصار، كانت روسيا سلبية قدر ما أمكنها تجاه العملات الرقمية. وعقب ذلك، اهتم المستشار الاقتصادي الأعلى لبوتين “سيرجي غلازييف” بالأمر، موضحاً علناً أن العملات الرقمية يمكن أن تعطي روسيا أداةً للإلتفاف حول العقوبات الاقتصادية التي تفرضها الولايات المتحدة. ويعتبر غلازييف روسيا قومية وصلبة ومن هذا المنطق يدرك تماماً تحركات الأوضاع فيها. ويقف غلازييف أيضاً في صف المعارضة الصريحة للعديد من سياسات البنك المركزي الروسي التي تتعلق بالروبل. ويشعر أيضاً، أن البنك المركزي مدين بالفضل لفكرة صندوق النقد الدولي المتمثلة في إصلاح اختلال التوازن في العملة.

 

وقد حل غلازييف محل صديق بوتين لفترة طويلة ومستشاره “أليكسي كودرين” في أواخر عام 2016 بعد أن واصل كودرين نصح بوتين بإبطاء الإصلاحات النقدية التي تمس الحاجة إليها. وإذا ما كان هناك أي شخص يستطيع أن يؤثر في بوتين فيما يخص قيمة احتضان وتقبل العملات الرقمية كأداة سياسية طويلة الأجل، فهو بلا شك غلازييف.

وبالتالي، في الوقت الراهن بعد القانون المقترح والذي يغلب الظن أنه كتب للتخفيف من العقوبات الغربية، إن لم يكن متأثراً بقوى خارجية، أصبح بوتين نفسه يهتم بمستقبل البلوكشين. ولكنه لا يؤمن بقوة بالعملات الرقمية عند هذه النقطة، وإنما يرى جيداً أهمية البلوكشين.

تردد بوتين في تقبل الأمر

يُعد بوتين في داخله إنساناً قومياً ويركز الآن في عهده الخامس كرئيس، على الحد من الفساد في روسيا. وفي هذا السياق، فهو يرى البلوكشين وخاصةً الإثيريوم، كأداة لتحقيق ذلك. كما يشاهد بوتين قيمة منصات العقود الذكية من أجل تحديث البيروقارطية الروسية والحد من الرشاوى المثيرة للشفقة والفساد اللواتي يعقن تدفق رأس المال إلى روسيا. ولكن، لا يزال عليه أن يقتنع بقيمة العملات الرقمية المستقلة المتداولة بجانب عملة الروبل. وفي خطابه الأخير عن هذا الموضوع، قال الرئيس الروسي:

“من المعروف أنه لا يوجد شيء خلف العملة الرقمية، ولا يمكن أن تكون مخزناً للقيمة، كما لا تملك أي قيمة مادية وليست مدعومة من قبل أي شيء…”

ولكن من ناحية أخرى، فإن عملة الروبل الرقمية، التي يتم تداولها إلى جانب الروبل “المادية“، تملك ما يبررها لأنها تستطيع الالتفاف حول أنظمة الدفع الدولية التي تتحكم بها الولايات المتحدة، وأهمها “Swift“. وفي حين أن كل ذلك لمصلحة الدولة الروسية، إلا انه ليس الترتيب الأفضل لاقتصاد آسيا الوسطى الأكبر والذي يعمل بوتين جاهداً لتحسينه عبر مؤسسات مثل (Euroasian Economic Union (EAEU. وعلاوة على ذلك، فمن المرجح أن بوتين ما يزال قلقاً جداً إزاء تفويض السلطة على الموارد المالية إلى أيدي الشعب مقابل البنك المركزي. ولذلك، رغم أن البنك المركزي الروسي لديه مشاكله، فهو ما يزال يعتبر أداة رئيسية تستخدمها الدولة بوجهة نظر بوتين في تنظيم الاقتصاد.

لا لأنصاف الحلول

إن مشكلة نصف تقبل العملات الرقمية هي أن ذلك لا يخفف عن كاهل البنك المركزي الروسي مسؤولية إدارة سعر الصرف الخارجي لعملة الروبل. وفي حال سمحت روسيا بتداول البيتكوين وغيرها من العملات الرقمية الأخرى بحرية عبر نظامها المصرفي، فسوف تجعل من مهمة البنك المركزي الروسي أكثر سهولة في مقاومة تأثيرات البنوك المركزية الأجنبية المعادية. وهذا يعني أنه سيكون من الأسهل محاربة عقوبات الولايات المتحدة والتغييرات في سياسة الاحتياطي الفدرالي النقدية.

فقد ابتُكرت البيتكوين حتى يتمكن الأفراد من مزاولة أعمالهم باستخدام عملة لا ينظمها الناس وإنما تنظمها برمجيات معينة. وقد قاد بوتين روسيا لتكون الرجل المقدام الذي يقود الهجوم في معارضة دائمة لأحادية القطب التي تقودها الولايات المتحدة. لذلك، فإن العملات الرقمية هي الأداة الأفضل لأداء هذه المهمة. ويمكن للروبل الرقمية أن تكون بمثابة الوسيط المثالي في حال تم تصميمها بشكل جيد.

ومن ناحية أخرى، يُعتبر بوتين شخصاً مادياً، فهو مهووس بالذهب. ومن الجيد بالنسبة له أنه كذلك. فقد وضع مستقبل روسيا على أرض صلبة للغاية من خلال التوسيع المضطرد لاحتياطاتها من الذهب. ويعد رفضه لمشاهدة التشابه بين البيتكوين والذهب غريباً عند هذه النقطة. ولا بد من الإعتقاد بأنه يدرك قيمة العملات الرقمية، لكنه ليس على استعداد لاحتضانها علناً حتى يصبح هناك هيكل يكمل نظام العملة القائمة.

 

اللعبة على المدى البعيد

في حال كان إعلان “RACIB” صحيحاً وتم الإعلان عن التفاصيل الكاملة المتعلقة بالروبل الرقمية بشأن الإنفاذ في العام المقبل، فإن هذا يمكن الكثير أن يتغير من الآن إلى ذلك الوقت. ويحتمل أن يكون بوتين الشخص الذي زرع الفكرة في رأس الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، حول إنشاء الـ”El petro“، وهي عملة رقمية محلية تدعمها احتياطيات الدولة من النفط. ورغم الشكوك حيال كيفية تنفيذ ذلك، إلا أن الأمر سيكون بمثابة اختبار تقوم به دولة واحدة للإلتفاف حول عقوبات الولايات المتحدة.

في حين لا تزال هناك العديد من الألغام الساسية التي تقف في طريق بوتين الرامي إلى الإصلاح الكامل لروسيا. ومعظمها تشمل القطاع المصرفي الروسي. ولكن هناك من يساعده، وهو هريمان غريف، الرئيس التنفيذي لـ “Sberbank“، أكبر بنك في روسيا وهو مؤيد متحمس للبيتكوين. ويدرك غريف الأمر جيداً، فهو يعلم أنها تكنولوجيا ما زالت في مهدها، لكنها تملك القوة لتغيير كل شيء. بالرغم من ذلك، يخشى بوتين تمويل الإرهاب والإتجار بالبشر، ويعي مدى أهمية هذه الأمور، لذا يمول بحثاً في العملات الرقمية والبلوكشين عبر وكالات حكومية مختلفة.

وفي الصيف الماضي، أعلنت كل من “Vneshcombankو”Ethereum Foundation” عن مركز للبحث والتطوير في تقنية البلوكشين والعملات الرقمية في مؤتمر بعنوان: “الإثيريوم: النفط الجديد لروسيا“.

إذاً، يمكننا الاستنتاج من هذا، أن هناك أرض قابلة للتطبيق بحيث تستطيع عملة الروبل الرقمي التواجد فعلاً.

ـــــــــــ

المصدر: Cryptonews

1 Comment
  1. بلال says

    بعد الضغط علي الخبر يقلي اكمل القراءة مرة تانية بالضغط علي التكملة بصراحة شي كاير صعب الاول كان احسن تضغط الخبر وتلاقي المقالة

Comments are closed.